نزيف القديسة كاترينا من الإسكندرية إلى سيناء - الإرهاب يستهدف حراسها
الأحد، 23 أبريل 2017 08:48 مكتبت – مرفت رياض
برغم مضي ألفي عام على استشهاد القديسة كاترينا إلا أنه مازال يتردد إسمها في العديد من المشاهد السياسية، والمشاهد البوليسية كان أخرها هجوم مجموعة من المسلحين على نقطة الشرطة الخاصة بتأمين دير سانت كاترين، مما أدى إلى استشهاد شرطي وإصابة 4 آخرين، حتى أن بعض المحللين السياسيين ربطوا قصة استشهادها بالحادث الأخير واعتبروه تمدد للعنف منذ ألفي عام للدفاع عن دينها وعقيدتها إلى الدفاع عن الوطن وحماية مقدساته.
لم تنتهى القصة عند هذه المشاهد بل ضمت مشاهد أخرى مثيرة آخرها سرقة لوحة لها تروي قصة استشهادها، ومابين استشهادها وسرقتها قصص عديدة لشهداء ليس لهم ناقة ولا جمل سوى أنهم آمنوا بالله وبدياناته.
وتمكنت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، منذ يومين من ضبط «م.ص.إ.ز» 52 عاما، بدون عمل، وبحوزتها لوحة خشبية بابعاد ٤١سم/٣١سم عليها رسومات قبطية تروي قصة القديسة كاترينا، وتعود للقرن التاسع عشر الميلادي ، لبيعها بمبلغ 60 ألف دولار، إثر ورود معلومات لقسم مباحث الآثار بعرضها للوحة خشبية عليها رسومات قبطية و بعد تنكر أحد ضباط المباحث متخفيا في صورة تاجر آثار ينوي شراء اللوحة.
وترجع قصة القديسة كاترينا أحد شهداء الإمبراطور الروماني الوثني مكسيمانوس أيام حكمه (305- 311م)، التي تعرضت لأشد أنواع التعذيب كي تترك إيمانها بالدين المسيحي، وأعطت مثالا لتسامح الأديان واهتمام المسلمين بها في العصر الفاطمي وتكريم جسمانها.
وُلدت من أبوين مسيحيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث، وعند بلوغها الثامنة عشر من عمرها تحدت الإمبراطور عند صدور أوامره بتجديد الشعائر الوثنية فقد كان مستبدًا يكره المسيحيين، وأصدر منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها وذهبت إليه لتطلب منه أن يتراجع عن أوامره
فأصدر أوامره إلى 50 حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، بل على العكس آمنوا بالدين المسيحي، وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرباء للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها، وأمر بجلدها بكل عنف لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها.
أُرسلت إلى السجن فكانت تشكر الله وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله، و ظلّت في السجن اثني عشر يومًا متتالية، وشاهدت فوستينا زوجة مكسيميانوس رؤيا كأن كاترينا جالسة على عرشٍ من نورٍ، وطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترين، ودهش الاثنان إذ نظراها شُفيت تمامًا، أعلنت إيمانها بالسيد المسيح، فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما.
شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب الفتاة فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها، تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد، لكن الإمبراطور أصابته نوبة جنونية فأمر بقطع رأسها بدلًا من نفيها، في 25 نوفمبر سنة 307 م.
وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء رؤيا بأن مجموعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء، وانطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور، حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي.
نُقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين بعد أن كان يطلق عليه دير طور سيناء ووضعت رفات القديسة فى صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة.