«إسماعيل».. «طفل شوارع» ضحية التعذيب بـ«الكرباج»
الأحد، 23 أبريل 2017 06:19 م
لم يكن يتخيل يوما أن مسألة الإهمال الآسري التي يتعرض لها بشكل مستمر، سوف تُعرضه للتعذيب، كما حدث مع الطفل إسماعيل أيمن، صاحب الـ12 سنة، الذي تعرض للتعدي عليه بالكرباج، لمجرد الشك في قيامه بسرقة تليفون محمول، بمنطقة إمبابة.
«إسماعيل أيمن» عانى كثيرا من الإهمال الآسري من خلال تعرضه للإساءة المستمرة له بالضرب والعنف المباشر الواقع عليه عن طريق والدته التي تزوجت بعد وفاة والده 4 زيجات، حيث لم يتوقف ذلك العنف عند هذا الحد حتى وصل إلى عنف الآخرين ضده، ما عرضه إلى إصابات جسيمه في كل أنحاء الجسد بما فيها الوجه.
مرارة الأيام، كانت عادة ما تضطر «إسماعيل» للخروج من بيته للبحث عن لقمة العيش، والهروب من تلك الحياة القاسية التي لا يشعر به أحد حتى والدته أقرب الناس إليه من الناحية الإنسانية والأمومة.
اليوم توجه الطفل اليتيم وآخر يدعى «عبدالله» إلى منطقة إمبابة للبحث عن الرزق سواء من خلال العطف عليه أو الشحاتة والتسول في ظل غياب الدورين الإجتماعى والأسري عن أطفال الشوارع، وبالفعل شاء القدر أن يلتقي «إسماعيل» ورفيقه، بأحد الفتيات أثناء خروجها من أحد الكوافيرات، ما أدى إلى اشفاقها عليهما، حينها قررت أن تعطف عليها من خلال شراء وجبة الإفطار، واعطائهم مبلغ مالي.
انتهت الفتاة من المهمة الخيرية التي اقدمت عليها مع الطفلين، ثم توجهت إلى منزلها، في الوقت الذي ظل فيه الطفلين يبحثان عن رزق باقي يوم المعاناة الذي لم ينتهى بعد، إلا أن الفتاة اكتشفت سرقة الهاتف المحمول فور وصولها إلى المنزل، وأخبرت شقيقها بتفاصيل ما حدث، ما أدى إلى اصطحاب شقيقها اثنين من أصدقاءه للبحث عن الطفلين، وبالفعل استطاعوا الإمساك بـ «إسماعيل» دون رفيقه الآخر .
شقيق الفتاة واصدقاءه اخذوا فى استجواب «إسماعيل» عن مكان الهاتف المحمول، فضلاَ عن تعنيفه، إلا أنه أنكر علاقته بمعرفة مكان الهاتف أو الجوال، في تلك الأثناء قام شقيق الفتاة واصدقاءه باختطاف الطفل واحتجازه في الطريق الزراعي لمدة 24 ساعة وتعذيبه باستخدام كرباج للاعتراف بتهمة هو برئ منها-حسب أقوال الطفل في النيابة العامة- ما أدى إلى اصابته بإصابات جسيمه في أنحاء الجسد والوجه.
كل ما ذُكر في تلك الواقعة يُعد أمراَ هيناَ بالنسبة لموقف الأم فور وصول خبر اختطاف ابنها وتعذيبه، حيث عرض المتهمين على الأم بدفع تعويض 1000 جنيه، للتنازل عن المحضر، فوافقت الأم على العرض، ليس ذلك فقط، بل أكدت لهم أنها مستعدة للتنازل عنه شخصيا، فما كان من تدخل مركز القاهرة للدراسات السياسية و القانونية بقيادة الدكتور أحمد مهران للتضامن مع الطفل في القضية لمنع حدوث مثل تلك المهزلة الآسرية أو تكرارها.