«الانتحار» .. أسرع الطرق لـ«عزرائيل».. منتحر كل 40 ثانية
الأحد، 23 أبريل 2017 09:32 م
الانتحار لم تعد ظاهرة غريبة على مجتماعتنا، فقد بدأت ثورات الربيع العربي بانتحار الشاب التونسي محمد بوعزيزي، بإشعال النار في جسده بعد أن أخذت البلدية عربة الخضار، مصدر رزقه، والمنتحرين في مصر يخططون لنهاية حياتهم ويرسمونها بالألوان، وبطرق مختلفة ، مثل المترو أو الغرق فى النيل أو الحرق وحتى الشنق.
المصريون يسخرون من الانتحار ويدشنون صفحه "يلا بينا ننتحر"
وقد زادت حالات الانتحار في الأونة الأخيرة وتعددت الأسباب لكن طريق اليأس والشيطان واحد وطرق الانتحار متعددة، فاليوم، قام طالب بالانتحار بعدما تناول قرص مبيد حشري «خاص بتخزين الغلال»، وذلك بسبب معاتبة ولدته له لسوء سلوكه بالبحيرة.
وأمس أقدمت ربة منزل على الانتحار بعد معاناتها من مرض نفسي، حيث ألقت بنفسها فى مياه ترعة بالإسكندرية، لتخرج جثة هامدة. وأول أمس تخلص مواطن من حياته شنقًا، بعد مشادة كلامية مع زوجته، بقرية بنايوس التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية.
أهم حالات الانتحار 2017
وكانت أهم حالات الانتحار في عام 2017 بالإسكندرية عندما انتحرت «نرمين .ا» طالبة بكلية الصيدلة بإلقاء فتاة نفسها من الطابق التاسع من منزل خطيبها بالإسكندرية، بسبب فسخ خطبتهما.
الانتحار بالشنق
كما شهدت منطقة بولاق الدكرور انتحار ميكانيكى، داخل شقته وكشفت التحقيقات، أن المنتحر شنق نفسه داخل منزله، نتيجة لمروره بأزمة نفسية دفعته للانتحار، وأنه غافل أفراد أسرته وشنق نفسه بحبل بوسط غرفته
كما انتحر أحد الأشخاص أسفل كوبرى إمبابة، حيث وجد أهالي المنطقة جثة شاب مشنوقا بحبل ومعلق بشجرة.
حالات الانتحار تحت عجلات المترو
من جانبه قال أحمد عبد الهادى، المتحدث باسم شركة المترو في تصريحات «صحفية»، إن سائق القطار بمحطة مترو الدقي فوجئ اليوم بفتاة عمرها 16 عامًا، طالبة بمعهد التمريض، تلقى نفسها أمام عجلات القطار، لافتاً إلى أن الكاميرات كشفت سبب انتحار الفتاة، وتبين أن مشادة كلامية بين والد ووالدة الفتاة جعلت الأخيرة تلقى نفسها بحقيبتها على قضبان المترو أمام القطار.
الانتحار الأزرق في النيل
وكان لقى شاب وفتاة مصرعهما، غرقًا فى النيل، بمنطقة الساحل بالقاهرة، بعدما ألقت الفتاة بنفسها وهي حبيبها من أعلى كوبرى الساحل، واتضح بعد ذلك أن الفتاة والشاب ينتميان إلى إحدى مناطق الوراق، وألقت بنفسها في النيل هربا من قرار أسرتها بزواجها من شاب لا توافق عليه.
كل 40 ثانية شخص ينتحر
وطبقا لإحصائية منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كل 40 ثانية ينتحر شخص في العالم، حيث يضع أكثر من 800 ألف شخص نهاية لحياته كل عام، هذا فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار.
وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم، يحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2015.
الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، إن 75% من حالات الانتحار العالمية في عام 2015 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
كما يقدر أن حوالي 30% من حالات الانتحار العالمية تنجم عن التسمم الذاتي بالمبيدات، والتي يقع معظمها في المناطق الزراعية الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار.
بسبب الفقر والجهل
وترجع الدكتورة عزة كريم مستشار علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة ظاهرة الانتحار بشكل عام والدوافع الكامنة وراءها في الوطن العربي إلى ضعف الوازع الديني والابتعاد عن القيم والأخلاق والسلوكيات الإسلامية التي بينها القران الكريم والسنة النبوية وقد بينت الدراسات-بحسب د.كريم- أن أسباب الانتحار في الأعم الأغلب هو تفشي ظاهرة البطالة والعوز والفقر التي يعيشها المنتحر والظروف الاجتماعية الضاغطة وأحياناً تلعب الحالة العاطفية دوراً في زيادة نسبة حالات الانتحار بين الشباب والشابات في عمر العشرينات في حين هناك حالات انتحار تسجل بين الطلبة عندما يخفقون بالنجاح خاصة في الثانوية العامة وأن الانتحار لا يقتصر على فئة عمريه محددة وأن كانت النسبة الأكبر ضمن فئة الشباب في العشرينات.
كما أن الأسباب التي تدفع إلى الانتحار ترجع إلى عدم الحصول على فرصة عمل أو التخلص من الديون المالية والشعور بالعجز وقلة الحياة على مواجهة ضغوط الحياة لاسيما بين جيل الشباب الذي يعاني من الإحباط ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الضرورية التي تساعدهم على تطوير حياتهم في حدها الأدنى مما يجعل البعض منهم نتيجة لضعف الوازع الديني يقدم على الانتحار.