احرقوا كل الكتب ثم لن تربحوا
الأحد، 23 أبريل 2017 11:52 ص
تعالوا نحتكم إلى المادة الثانية من قانون الكيانات الإرهابية الذى صدر فى العام 5102.
يقول نص المادة: «الإرهابى هو كل شخص طبيعى يرتكب أو يشرع فى ارتكاب أو يحرض أو يهدد أو يخطط فى الداخل أو الخارج لجريمة إرهابية بأى وسيلة كانت، ولو بشكل منفرد، أو يساهم فى هذه الجريمة فى إطار مشروع إجرامى مشترك. كما يعرف الإرهابى على أنه من تولى قيادة أو زعامة أو إدارة أو إنشاء أو تأسيس أو اشترك فى عضوية أى من الكيانات الإرهابية أو قام بتمويلها أو ساهم فى نشاطها مع علمه بذلك».
وفق نص المادة، بل ووفق الإنصاف العام، فإن الذى يقاتل الجيش هو إرهابى، فإذا كنا قد انتهينا إلى هذه النتيجة مع الذين يهاجون جيشنا فى سيناء أو غيرها فما هو موقفنا من مهاجمى الكنائس وقاتلى المسيحيين؟.
هو نفس الموقف، فكلاهما من الهمج الذين استوطنت جريمة القتل قلوبهم، فهذا إرهابى وذاك إرهابى، ولكن العجيب أن تلتفت جماعات من النخبة «لغرض فى نفسها» إلى زاوية واحدة من زوايا المشهد، بعض جماعات النخبة تلتفت إلى مهاجمى الكنائس فقط.
أبدأ فأقرر أن أمن الكنيسة كأمن المسجد، وأن أمن المسيحى كأمن المسلم، ولا كيل بمكيالين، ولكن بعض النخبة يقوم بالكيل بمكيالين وبثلاثة وربما كال بالإردب نفسه.
عندما يكون القتل فى سيناء، يكون حديث بعض النخبة باردًا وإحصائيًا، يشيرون خلال حديثهم إلى واقعة القتل ثم ينتهى الأمر!.
ولكن عندما تجرى مواجهة داخل الكنائس، فإذ بحديثهم يتوهج كأنه شعلة نار يبدأ الواحد منهم كلامه بالسؤال عن «ثقافة القاتل» هو غالبًا لا يعرف الإجابة، بل هو يقينًا لن يعرفها لأن القاتل المجرم يكون غالبًا من الانتحاريين، وهؤلاء لن تسمع لهم كلمة إلا يوم القيامة.
بعد أن يلقى سؤاله يجيب هو بنفسه عوضًا عن الساكت للأبد، ويظل يلف ويدور فى إجابات هى للحقيقة افتراضية إلى أن يصل إلى الإسلام، والإسلام عند هؤلاء هو كل ما له علاقة بالمسلمين، بداية من التنزيل الإلهى ومرورًا برسول الإسلام ونهاية بدعاء ركوب الدابة ودعاء قضاء الحاجة واستخدام السواك والزى الأزهرى وإذاعة القرآن الكريم، كل شىء عندهم عَظْم أم صَغْر هو الإسلام!.
يظل صاحبنا يلف ويدور إلى أن يصل إلى هدفه وهو وصم الإسلام بالإرهاب، ومن ثمّ نسفه من جذوره!.
وجذور الإسلام عند هؤلاء هى الكتب ولا شىء غيرها.
والله عجيب أمرهم، هم أنفسهم الذين يقولون إننا شعب أمى وشعب لا يقرأ، وفجأة تجدهم يتحدثون عن تأثير كتب ابن تيمة وابن حنبل وابن عبدالوهاب على عقول المجرمين الهمج، وفى سبيل تأكيدهم على التأثيرات الضارة لكتب لم يطالعوا هم أنفسهم منها فصلًا يذهبون بعيدًا فيطالبون ولو بصوت خفيض بنسف كل كتاب ينتمى للمسلمين بسبب!
هل نصدقهم ونقيم المحرقة الأعظم لتراث بدأ قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة؟ أم نصدقهم وهم يقولون إن مغتال فرج فودة وطاعن نجيب محفوظ لم يقرأ للضحيتين حرفًا.
أين دور الكتب فى تكوين عقل ووجدان المجرم الهمجى؟.
ألم يكن طاعن محفوظ إرهابيًا جاهلًا؟.
ألم يكن مغتال فرج فودة إرهابيًا جاهلًا؟.
لماذا لا تتحدثون عن الإرهابيين الذين يستهدفون الجيش، وتفضحون مصادر ثقافتهم؟.
أليسوا إرهابيين؟ أليسوا من المسلمين؟
هل كتبهم هم حلال وكتب الهمج من مجرمى الداخل حرام؟.
الحقيقة أنتم ليس لديكم رد، ولا رؤية تواجهون بها الإرهاب، أنتم تريدون استمرار المعركة ولو على جثة الوطن.
الكتب ستبقى والعقول الخلاقة ستعمل على الاستفادة من طيبها ورفض خبيثها، وجيشنا سيدحر الإرهاب فى سيناء ووادينا سيظل قابضًا على ثمين تراثه محتضنًا لأشقائه فى الوطن رافضًا النيل منهم ولو بكلمة.
القصة ليست فى الكتب فتعقلوا.