سياسيون.. سقطوا في بئر العمالة

السبت، 22 أبريل 2017 05:50 م
سياسيون.. سقطوا في بئر العمالة
محمد البرادعي
مصصطفى الجمل

سنوات ما بعد الثورة كشفت عورات سياسيين كانوا في وقت من الأوقات رموزاً للثورة والعدل والحق والعدالة الاجتماعية، رموزاً لبسوا قناع الحرية، لتحقيق ما ضمته أجنداتهم الغربية من أهداف؛ لتمضي الأيام والشهور ويتساقطون واحداً تلو الآخر، وتتساقط الأقنعة وتفضح أجنداتهم عمالتهم لدول وأجهزة مخابراتية غربية، وضعت نصب عينيها إسقاط الدولة المصرية وتقسيمها إلى طوائف وفرق.

محمد البرادعي..  البار لإسرائيل

البرادعى
 

لم يترك محمد البرادعي، باباً لأشد محبيه يمكنه أن يمر من خلاله للدفاع عنه، فتهم العمالة التي طاردته منذ عودته للقاهرة في 2010، عمل على تأكيدها على مدار السبع سنوات الماضية، بداية من التهم التي طالته بشأن كتابته تقارير مشبوهة عن وجود أسلحة دمار في العراق، الأمر الذي تسبب في قتل المئات والآلاف بعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق.

وبوصوله مصر، عمل «البرادعي» على التأكيد على أنه يتمتع بحماية أمريكية، تمنع الاقتراب منه، أو المساس بمصالحه، أو اعتراض اجتماعاته المشبوهة، لزعزعة الأمن المصري، قبل أن يهرب قبل الثورة بأيام، في مشهد كان مريب ومثير لغضب كثيرين من مؤيديه، الذين استقبلوه استقبال الفاتحين في مطار القاهرة يوم 20‏ فبراير 2010، قبل أن يقرر العودة مرة أخرى، بعد تأكده من انتصار الشباب على نظام «مبارك» وبحثهم عن قيادة، تتحدث باسمهم وتلم شملهم.

لم يستغل «البرادعي» تلك الفرصة، وانعزل في جزر بعيدة عن الشباب والقوى السياسية التي كانت  مناصرة له، وظل يبحث عن أمجاد شخصية، منتظر كل أزمة تحل بالبلاد ليطل برأسه كالأفعى يبث سمه وينسل بعدها.

آخر محطات خيانة البرادعي، بعد سفره عقب ثورة 30 يونيو، تمثلت في لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود باراك، فى ملتقى ريتشموند لمناقشة السلام في الشرق الأوسط.

وكتب البرادعى مفتخراً عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة «تويتر» : « في ملتقي ريتشموند.. أناقش مع إيهود باراك آفاق وحواجز الطريق للسلام في الشرق الأوسط».

أيمن نور .. ابن التنظيم البار

ايمن نور ومحمد مرسي
 

هو عميل من طراز فريد، على عكس باقي رفاقه، لا ينكر عمالته ولا يستحي منها، خرج كنبت الشيطان ناشطاً سياسياً ومحامياً حقوقياً ومرشحاً رئاسياً محتملاً، ظروف الساحة السياسية وقتها، وإحكام الرئيس المخلوع «مبارك» على القبضة الأمنية والسياسية جعلت منه رمزاً للثورة والنضال، ومرشحا محتملاً أمامه في أي انتخابات رئاسية، حتى ولو ظل مبارك يحكم مائة قرن، قليلون هم من لم ينساقوا خلفه، قليلون من هم اكتشفوا حقيقة أمره، وقرروا أن يسلكوا طريقاً غير طريق وسيط الجماعات الإرهابية، أيمن نور.

عرف طريق السياسية مبكراً، فكان والده نائبًا من نواب مجلس النواب، شارك أيمن نور في إدارة الحملات الانتخابية لوالده، وبعد ذلك ترأس اتحاد طلاب الجمهورية، ثم انضم إلى حزب الوفد، والذي أصبح بعد وقت قليل من أنشط كوادره، ثم أسس حزب الغد ومن بعده حزب غد الثورة، ثم نافس «مبارك» في انتخابات الرئاسة عام 2005، وحكم عليه بالسجن المشدد 5 سنوات في ديسمبر 2005 بتهمة تزوير في توكيلات تأسيس حزب الغد، وأفرج عنه في 18 فبراير 2009 .

عقب اندلاع ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، ادَّعى «نور» في بيان أصدره أنه غادر القاهرة، بعد تلقيه اتصالات قريبة من دوائر صنع القرار بمصر في حينه تفيد بضيق النظام ذرعًا من آرائه وتصريحاته ولذلك فَضل الابتعاد في ذلك الوقت، لينضم بعد ذلك إلى قيادات التنظيم الدولي لجماعة الاخوان، واستمر في الهجوم على ادلولة المصرية، ورموزها، وأعلن من قطر راعية الإرهاب عن تأسيس مجلس عربي للدفاع عن الديمقراطية وقيم ثورات الربيع العربي كذراع سياسية جديدة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الذي حضر مؤتمره بماليزيا.

عمرو حمزاوي.. أستاذ الخيانة

عمرو حمزاوى
 

أستاذ للسياسية، لم تنتفع من البلاد إلا بمجموعة مقالات، قلما ينجح كثيرون في فك طلاسمها، عشق ممارسة الفلسفة الغير مجدية، والسفسطة على العامة والنخبة على حد سواء.

على الرغم من أنه قاد هو وزوجته تظاهرات منادية بسقوط جماعة الاخوان، إلا أنه بعد الثورة لابتعاده عن صدارة المشهد، راح يكيل الاتهامات على النظام والدولة يميناً ويساراً، قبل أن يترك البلاد ويدعي أنه اضطر لمغادرة البلاد، للتضيق على رأيه وحريته، دون أن يضع أمام محبيه ومؤيديه أي دليل على ذلك، سوى أنه آثر أن يمارس سفسطته من جديد ولكن من خارج البلاد، حيث الدولة التي ظل يحتمي بها طوال فترة تواجده بالقاهرة.

عبد المنعم أبو الفتوح.. أمير الدم المشتاق

عبد المنعم أبو الفتوح

يحرض، وينظم أمور الجماعة، ويمرر التمويل اللازم لعملياتها، ويباركها، يساوي بين الإرهابي والشهيد، ثم يخرج على الغافلين من جماعته يدعي الوسطية.

عبد المنعم أبو الفتوح هو مشتاق كل العصور ، بعد ثورة يناير، كان مشتاقأً أن ينتخب مرشداً للجماعة، وعندما وجد الطريق أمامه مسدودواً، خرج منسحباً معلناً ارتدائه ثوب الثورية، وانحيازه لفرق الشباب، التي كانت ضاقت بغلق طرق صعودها داخل الجماعة، مع قرب الانتخابات الرئاسية، اشتاق للكرسي الذي لم يكن قبل شهور يحلم بخلوه فراح يغازل السلفيين، والإخوان ومعسكرات الثورة، ولأن المشتاق مفضوح دائماً، لم يحصل على الدعم الكامل من أي فرقة من هؤلاء.

وقت حكم الجماعة، آثر المياعة وإمساك العصا من النصف، فلا هو يهاجم الجماعة التي توغلت على كل شئون المصررين وحرياتهم، ولا هو معها، حتى لا يخسر أنصاره من معسكرات الثورة، لعله يحتاجهم في القرب العاجل، بعد الثورة وجد نفسه خارج الصورة تماماً، لا أحد يستدعيه من هنا، ولا أحد يحضره اجتماعاتهم هناك.

 بعد ثورة 30 يونيو، ظهرت حقيقته، وانكشف أمره كله فهو لازال على دين الجماعة الإرهابية، يهاجم الدولة بمناسبة ومن غيرها، يدعم مواقف للجماعة، ويبرر عملياتهم التفجيرية، بتدوينات ساوى فيها بين الإرهابي والشهيد، الذي اكتفه بوصفه بالضحية أو القتيل، وكأن الله منحه صكوك الشهادة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق