في ذكرى التحرير.. سيد زكريا أسد سيناء صمد 4 أيام وقتل 22 إسرائيليا وحده

الجمعة، 21 أبريل 2017 08:31 م
في ذكرى التحرير.. سيد زكريا أسد سيناء صمد 4 أيام وقتل 22 إسرائيليا وحده
قوات الاحتلال الاسرائيلى - ارشيفية
كتب - إسلام ناجى

بقلب ثابت، ونفس شجاعة ارتدى سيد زكريا خليل «الأفارول» وحمل سلاحه، بعد تلقيه التعليمات فى أكتوبر 73 بحماس شديد.. أدى الصلاة تبعها بقرأة الفاتحة وتريدد الشهادتين، وإلقاء السلام على رفاقه المجندين السبع، توجه وزملائه نحو جبل «الجلالة» بمنطقة رأس ملعب لتنفيذ مهمة اختراق القوات الإسرائيلية، قبل أن يلقي أحدهم ربه في الطريق إثر عبوره حقل ألغام، ليأمرهم قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي، بالاختباء خلف إحدى التبات وإقامة دفاع دائري حولها لصد أي هجوم.‏

مرت دقائق من الصمت تخللها حذر قبل أن يدنو منهم اثنين من بدوء سيناء، ليحذرانهم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة، وعقب إنصرافهما، مرت خمسين من دبابات العدو وطائرتى هيليكوبتر، فحبست الفرقة أنفاسها خوفًا من انكشاف أمرها قبل تنفيذ المهمة المكلفة بها، لكن الطائرات كشفت وجود حركة، فقفز جنود الاحتلال بالمظلات لتطويق المنطقة، فساور الفرقة القلق، وأطلق أحدهم قذيفة «أر بي جي»، فأصاب طائرة معادية، ليبدأ القتال.

مع كل دقيقة تمر، كان يسقط واحدًا من الفرقة، حتى وجد سيد نفسه وحيدًا، فلم يستسلم لليأس، وقرأ بعض آيات القرءان بصوت خافت لتعينه وتثبته في المعركة بعد أن جمع أسلحة زملائه، ووقف يقاتل بمفرده، ويتنقل من مكان لآخر بسرعة وخفة، ليرهب الأعداء، حتى ظنوا أنه قوة كبيرة، واعتصر الرعب قلوبهم، وراسلوا للقيادة الإسرائيلية طالبين قوة دعم أخرى، واستمر الحال هكذا لمدة 4 أيام حتى نفذت ذخيرة البطل الأسمر.

تسلل أحد الجنود الإسرائيلين إلى المنطقة التي يحتمي فيها "سيد"، ويقتله، ليفاجأ أن القوة الضخمة التى أسقطت 22 جنديًا ما هي إلا فرد واحدًا.

وقف الجندي الإسرائيلي يراقب دماء البطل الطاهرة تروي رمال سيناء، بعد أن لحقت روحه بزملائه، وانضمت لمن سبقه من الشهداء، فأعجب الإسرائيلي بأسد سيناء، وقرر الاحتفاظ بمتعلقاته الشخصية بعد أن دفنه بنفسه، وأطلق 21 رصاصة في الهواء تحية الشهداء.

وفى عام 1995، أعترف الجندي الإسرائيلي للسفير المصري في برلين بقتله سيد زكريا خليل‏، وروى له ما عرفه عن البطل من شجاعة ومهارة وإصرار، قبل أن يسلمه متعلقاته، وهي بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية، ومبلغ مالي عبارة عن ورقة فئة الجنيه، و3 ورقات فئة العشرة قروش، وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات، وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيها وخمسين مليما، وكذلك خطابان أحدهما من أخيه الكبير، والآخر كتبه أسد سيناء إلى أسرته، ولكن تأخر وصوله 22 عامًا.

 

0d4c5b97-c3d7-44df-a1a2-b757db5a2944

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة