مفتي الجمهورية.. المجدد منفردا
الجمعة، 21 أبريل 2017 02:58 م
إن الإنسان المسلم مأمور شرعًا بأن يتحرى ما يتلفظ به وما ينطقه من كلام، لأنه مسجل عليه، كما قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، تشتد مسؤولية الكلمة خاصة في هذا الوقت الراهن، لأن التحديات تواجهنا من كل مكان ومن أطراف عدة، سواء عبر الكلام أو الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها، ونحن مسئولون عن كل ما يصدر منا بكل صوره.. كلمات من خطاب الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، ليحث الناس على مراقبه أفعالهم وأحاديثهم، والتفكر في حيثيات الكلمة ومدها على المتلقى.
في الآونة الأخيرة برزت مشكلة الخطاب الديني، بسبب قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة، بمعنى توحيدها بموضوع ديني واحد يوزع مكتوب على كل الآئمة في المساجد، بدعوى محاربة التطرف الفكري والشرود الديني.
في الوقت الذى يسعى فيه شوقي علام إلى تجديد الخطاب الديني، بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، وبخطى ثابتة، مؤكدًا أن التجديد يسعى إلي إيجاد فهم حقيقي للقضية، وتجنب الأفكار والشبهات التي تركها غير المختصين، مشيرًا إلى أن وضع الأمور في نصابها، وتوضيح الصواب، من اختصاص علماء الدين.
قال «علام» في حوار سابق له، إنه لابد من بيان الفرق بين الإصلاح والتجديد في الخطاب الديني، فالإصلاح يفترض نقصًا ما في الواقع، وقد يصل هذا النقص إلى درجة الخلل وهذا يستلزم شيئًا من الهدم وإعادة البناء، مضيفًا أن هناك فرق بين حرية التعبير وبين التطاول، وبين النقد البناء وبين الذم في الأشخاص والمؤسسات، واضعًا حدًا بين التجديد والتخريب، قائلًا إن الخطاب الديني أصبح مدخلًا لهدم الدين والتجني على الإسلام.
وأكد «علام» أن الإسلام حريص على غرس مسئولية ما ينطقه الإنسان من كلام مستعينًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا» (رواه البخاري)، مشيرًا بهذا إلى أن الإنسان يجب أن يكون حريصًا على ما يصدر عنه في سره ونجواه وفى كل أموره، وأن يعيد الإنسان النظر في نفسه إذا وجد أنه لا يتحرى الصدق.
وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني بشكل عام أصبح لها قيمة كبيرة في حياتنا، مما ينبغي العناية في غرس مسؤولية الكلمة في نفوس أبنائنا تجاه التعامل معها.
وقال المفتى: يجب ألا نكون أبواقًا لكل ما نسمعه، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سـمع» (رواه مسلم)، فعندما نسمع أو نقرأ شيئًا لا بد أن نتحرى عنه ونستوثق منه، وندرك مآلاته.