غمرتها المياه وضربها الإهمال وغطتها القمامة.. آثار البحيرة في خبر كان (صور )
الجمعة، 21 أبريل 2017 11:55 ص
تبدو أثار العصور المصرية القديمة في وضع أسوء، ففي البحيرة والتي تحتوي على ١٦٨ تلا وكوما أثريا يرجع تاريخها إلى عصر ما قبل التاريخ والعصرين الفرعوني والروماني وغيرها، حيث تعرض بعضها لعمليات استيلاء.
وأكد «أحمد كامل» رئيس قطاع الاثار المصرية، أن عمليات المسح والتنقيب عن الآثار متوقفه مما يزيد عن ١٥عاما تحت دعاوى ارتفاع التكلفة وهذا ما يعرض آثار البحيره لعمليات استيلاء وسطو مستمر؛ معظمها عباره عن قيام مواطنين بهدم منازل أثريه وإعادة بنائها،مشيرا إلأى مواطن استولى على فدان من كوم الدهب التابع لمدينة كفر الدوار وقام بتحويله إلى مزرعة سمكية.
وأضاف:«مسئولي الآثار يطالبون منذ عشرات السنين بإنشاء متحف بمحافظة البحيرة دون أي استجابة.
وعلى الجانب الآخر تعرض «تل ابو مندور» الأثري إلى أكبر عمليات الاعتداء على مكان أثري في البحيرة والذي تبلغ مساحته ٥٢ فدانا، ويضم حصنا من العصر البيزنطي يعود إلي أيام الغزو الفارسي لمصر، حيث استخرجت منه آثار ثابتة وتحف أثريه ما بين ذهب، عاج، فخار وتم إيقاف أعمال الحفر والتنقيب به عام ٢٠١٠.
كاميرا «صوت الأمة» تجولت بين أهالي رشيد وشوارعها ومساجدها والمتحف الخاص بها وكل هذه الأماكن التي غمرتها المياه الجوفية والقمامة والفوضي.
وأمام متحف رشيد، تشوهت الحديقة بسبب القهوة المجاورة، حيث أصبحت محاطة بالطاولات والمشروبات والشيشة والسجائر، الأمر الذي يمثل تعديا على حرم الحديقة الأثرية.
وفي السياق ذاته طال الإهمال «حمام عزوز» الذي يعرفه الصغير قبل الكبير في رشيد، حيث أنشيء في أواخر القرن الثاني عشر حيث أنه كان حماما عاما وظل يؤدي مهمته حتي منتصف هذا القرن واكتشفنا أن به كميات كبيرة من المياه الجوفية تغمر السطح والأرضيات، ومنمنمات زجاجيه تعلو فتحات الحمام والتي تم كسرها من قبل الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها ولم يهتم أحد بالترميم عام ١٩٨٥ حسب لوحه رخامية ع جدرانه.
وبينما نلقي نظره على المساجد نرى «المسجد المحلي» والذى يعد من أشهر المساجد في رشيد الذي أنشيء عام ١٧٢١ حيث أصبح مهجورا وغارقا في المياه الجوفية المسجد الذي تخطي عمره لـ٣٠٠ عام تدهور حالته وأغلق.
وقال «محمد عبد الصبور» أحد سكان رشيد:« كنا نصلي في المسجد المحلي حتي تم إغلاقه على أساس ترميمه ثم إعاده فتحه ولكن لم يحدث ذلك .. ونلاحظ حزن سكان رشيد وتعلقهم بالمسجد.»
وبعد إغلاق المسجد المحلي حاول المسئولين إغلاق أيضا «المسجد الجندي» للترميم ولكن أهالي رشيد رفضوا وفضوا الأقفال من عليه، دون إذن أحد رغم حالته السيئه إلا أنه مكتظ بالمصلين.
وفي السياق ذاته نال «جامع زغلول» الذي ترك للغرق في المياه الجوفية حتي وصلت لنصف أطوال الأعمدة الرخامية كما ترك المسجد للنهب للغربان والوطاويط التي احتلت القباب.
وطالب أهالي رشيد بضرورة وجود كتيبات ومرشدين بالمتحف لشرح أهميته التاريخية وإرشاد الزائرين وذلك لإحياء السياحة مرة أخرى.
من جانبه أكد المحامي عماد فتحي كرم من مركز رشيد أنه تقدم ببلاغ إلي مدير النيابة ومأمور المركز ضد كل من وزير الآثار؛ ورئيس المجلس الأعلى للآثار ؛ ومدير عام آثار رشيد، ومحافظ البحيرة، ورئيس مدينة رشيد، ورئيس هيئه حماية أملاك الدولة بالبحيرة بصفتهم متهمين بتسهيل الاستيلاء على أرض ملك الدولة من قبل البلطجية في ظل غياب المسئولين وإهمالهم عمد.