مباحث سوهاج تضبط هاربا من الإعدام في مذبحة وادي النطرون 2008
الخميس، 20 أبريل 2017 09:32 م
تسع سنوات كاملة تمكن فيها صياد من التخفى والهروب بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، قضاها متنقلاً بين بلدته بأسيوط وبين قرية شطورة في سوهاج لممارسة مهنة الصيد، خاصة أته يواجه المصير المحتوم في حالة ضبطه، لكنه سقط في أيدي ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طهطا بمحافظة سوهاج، برئاسة الرائد أحمد مصطفى المشنب، رئيس مباحث المركز، والقوة المعاونة له، وذلك عقب التنكر في زي مدني، وتمكنوا من إلقاء القبض على المتهم الهارب من حكم بالإعدام في مذبحة وادي النطرون الشهيرة في مارس 2008، التي قتل فيها 10 أشخاص، وأصيب فيها اثنان بسبب السيطرة على قطعة أرض، في أثناء عمله صيادًا في نهر النيل بناحية قرية شطورة بدائرة المركز.
تلقى اللواء مصطفى مقبل، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، بلاغًا من العميد حسين فؤاد، مأمور مركز شرطة طهطا، يفيد بورود معلومات أكدت صحتها التحريات، مفاداها تردد هارب من حكم بالإعدام من مركز البداري بأسيوط، على شاطئ النيل في قرية شطورة بدائرة المركز، والعمل بمهنة الصيد وبيع الأسماك.
على الفور، وعقب تقنين الإجراءات، تم إخطار العميد خالد الشاذلي، مدير إدارة المباحث الجنائية، الذي أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة العميد ماجد مؤمن، رئيس مباحث المديرية، وأسند عملية الضبط للرائد أحمد مصطفى المشنب، رئيس مباحث مركز طهطا، والنقيب محمد كمال معاون مباحث المركز، اللذين تنكرا في زي مدنيين وذهبا للشاطئ بغرض شراء الأسماك، وتم استدارج المتهم وإلقاء القبض عليه، وبتفتيشه وقائيًا والتثبت من شخصيته، تبين أن اسمه «ع. ع»، 54 عامًا، صياد، ومحكوم عليه بالإعدام في القضية 761 لسنة 2008 جنايات وادي النطرون، رقم حصر 179 جنايات جنوب دمنهور كلي مستأنف 144 لسنة 2008 قتل، في 13 يونيو 2008، والمعروفة إعلاميا بـ«مذبحة وادي النطرون».
ترجع تفاصيل الواقعة إلى مارس 2008، حيث شهدت مدينة وادى النطرون، في هذا الوقت مذبحة راح ضحيتها 10 أشخاص، وأصيب اثنان بجروح خطيرة، إثر وقوع اشتباكات بالأسلحة النارية بين مجموعتين من عمال الحراسة، وبلطجية استأجرهم بعض الأشخاص، لمحاولة فرض السيطرة ووضع اليد على مساحة من الأرض تبلغ 500 فدان متنازع عليها بالقرب من الوادى الفارغ، ولاذ الجناة بالفرار.
فور وقوع الحادث، انتقلت قوة من رجال الشرطة والأمن المركزي، وتم فرض سياج أمني حول المنطقة، وعمل عدد من الأكمنة على الطرق الفرعية والرئيسية، وتمشيط الأراضى الصحراوية المجاورة، لمحاصرة الجناة وضبطهم، وكشفت التحريات الأولية عن وجود نزاع بين شركة للاستصلاح الزراعي يمتلكها طيار سابق، وإحدى الجمعيات العاملة في استصلاح الأراضي على مساحة قدرها 500 فدان تقدر قيمتها بأكثر من 25 مليون جنيه.
ودلت التحريات الأمنية على سابقة وقوع مناوشات بين الطرفين، وتحرير محاضر بأقسام الشرطة، وعليه قام مالك الشركة بعمل عقد حراسة وجلب 20 شخصًا من محافظات الصعيد لحراسة الأرض، بينما استعانت الجمعية بأشخاص من عرب وادي النطرون، ووقع الاشتباك بين الطرفين المدججين بالأسلحة النارية، إذ تبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية لأكثر من نصف الساعة، وسقط على أثر هذا 10 ضحايا، وأصيب اثنان، هما: فرج بكر عبدالله 18عامًا، ومحمد الغمري العزب، 32 عامًا، بطلقات نارية، وكلاهما من قرية الجزائر بالعامرية، كما جمع الجناة جثث الضحايا وكوموها فوق بعضها، واستولوا على أسلحتهم النارية ومتعلقاتهم الشخصية، قبل أن يلوذوا بالفرار.