غزوة الصناديق.. استراتيجية إخوان تركيا لتمرير استفتاء «أردوغان مرسي»

الخميس، 20 أبريل 2017 07:53 م
غزوة الصناديق.. استراتيجية إخوان تركيا لتمرير استفتاء «أردوغان مرسي»
اردوغان
كتب- محمود علي

ما زالت توابع نتائج الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية، التي عززت من صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان قائمة في الداخل التركي والخارج، فبالإضافة إلى ما أثير حول التلاعب في النتيجة وتزويرها بحسب طعون المعارضة التركية، يبدو أن هناك أمر آخر كشفه الاستفتاء ويتعلق تحديدًا بطبيعة الخريطة الجغرافية وانتماءتها السياسية بعد التصويت على التعديلات الدستورية.
 
وكشفت النتائج المعلنة من قبل وكالة الأناضول التابعة للحكومة التركية، أن الأصوات التركية منقسمة إلى معسكرين متساويين، الأول يرفض التعديلات الدستورية ويعارض خطوات الرئيس التركي في تحويل النظام من برلماني إلى رئاسي بعدما تخوف من مستقبل الحكم الاستبدادي وتهميش المعارضة التركية وهو يتواجد في المدن الرئيسية الحضارية الكبرى متمثلة في أنقرة وأزمير، بينما المعسكر الريفي الآخر الذي اعتمد عليه أردوغان في هذا الاستفتاء بشكل أساسي لحسم نتائج الاستفتاء لصالحه، حيث يمكن القول إن الرئيس التركي وحزبه لم يحتفظا بالتأييد الكامل إلا في المناطق الريفية الكبرى، خاصة مدن وقرى ومحافظات الأناضول، في مقابل تكبد خسائر واسعة، في المدن التركية ذات الثقل السياسي، والاقتصادي، والمالي، والسياحي، والثقافي وفي مقدمتها إسطنبول معقل الرئيس رجب طيب إردوغان شخصيا.
 
ويري مراقبون أن هناك تقارب كبير في الاستراتيجية الانتخابية جمعت بين الرئيس المعزول لجماعة الإخوان الإرهابية محمد مرسي، وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أعاد الاستفتاء التركي للذاكرة استخدام الجماعة للمعاقل الريفية للفوز بالانتخابات الرئاسية في عام 2012، وهو ما قارنه البعض بالاستفتاء التركي الأخير، فبالنظر إلى الخريطة الجغرافية التركية لم يتم الموافقة على التعديلات التي دعا لها اردوغان إلا في المدن الصغرى، ذات الطابع الريفي والمحافظ المنغلق وجميعهم أميين وليسوا معنيين بالديمقراطية، ومن السهولة خداعهم باسم الدين، فيما رفضت مدن كبرى أخرى مثل أنطاليا، ومرسين، وأضنه، الذين يعد سكانهم أكثر ثقافة و وعياً بالسياسة، وفهماً للديمقراطية وشروطها وأهميتها في حياة الإنسان من سكان الأرياف.
 
وحسب مراقبون في تركيا فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدم قبل الاستفتاء في حملته الداعية للتصويت بنعم الكثير من الشيوخ والمنابر الدينية لحشد المجتمع الريفي في الاستفتاء، حيث كشفت جمهوريت التركية أن اردوغان أستغل المصطلحات الإسلامية للفوز بالمعركة حيث سخر اردوغان أستاذ الشريعة خير الدين كارامان الموصوف في تركيا بـ «شيخ السلطة» «وشيخ أردوغان» ليدعي العموم خاصة في المناطق الريفية  لتدعيم توجه الحكومة بتحويل النظام من برلماني إلى رئاسي.
 
ويقول معارضون أتراك، إن الإحصائيات الأخيرة خلال الاستفتاءات السابقة توضح أن 80% من المؤيدون للرئيس التركي، والذين يحملون أفكار وأيدلوجية تتبع الحزب الحاكم في تركيا مستواهم التعليمي متدني لا يتعدى المرحلة الإعدادية، حيث دائما ما يستخدم الرئيس التركي رجب طيب الشعارات الدينية والإسلامية للسيطرة على هؤلاء، وهو ما يظهر في خطاباته الشعبية عندما يدغدغ مشاعرهم بمصلحات دينية، بينما هم يصفقون له ويؤيدون كل ما يزعمه دون تفكير أو بحث أو دراسة لفقرهم التعليمي. 
 
وبين انتخابات الرئيس المعزول في 2012 والاستفتاء التركي 5 سنوات ولكن تبقى الإستراتيجية الإخوانية واحدة، حيث الاستفتاء التركي الأخير أن الجماعة حتى ولو في تركيا لم تتخلص بعد من سيطرة ثقافة الريف على المدينة، بعدما اعتمد إردوغان بشكل كبير في تجيش المناطق الريفية باسم الدين وزرع الخوف من المدنية والحداثة خصوصًا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وذلك لتحقيق أغراضه الخاصة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة