واشنطن بوست: الاتفاق النووي الإيراني لن يتأثر بتراجع أمريكا لهذه الأسباب
الخميس، 20 أبريل 2017 04:50 م
الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرمته الولايات المتحدة مع طهران، عام 2015، يعد محل بحث وتفكير خاصةً بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث كان إلغاء الاتفاق من أبرز وأهم النقاط في برنامجه الانتخابي. وأمر أمس الأربعاء بمراجعة الاتفاق النووي ليتخذ قراره بعد ذلك إذا كانت رفع العقوبة عن إيران يخدم المصالح الأمريكية أم لا، حسبما ذكر موقع سكاي نيوز.
الاتفاق النووي الإيراني، أو كما يطلق عليه اتفاق لوزان النووي، تم التوصل إليه بعد مفاوضات أقيمت في مدينة لوزان السويسرية، عام 2015، بين إيران وست دول كبرى معنية بالملف النووي الإيراني، خمسة منها أعضاء دائمين بمجلس الأمن الدولي وهي: أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، بالإضافة إلى ألمانيا. وبموجبه خفضت طهران نشاطها النووي مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية التي تتصل بالبرنامج النووي، حسب ما ذكر موقع روسيا اليوم.
الاتفاق النووي الإيراني.. كارثة الشرق الأوسط
وذكر تقرير نشره موقع سكاي نيوز، في 9 نوفمبر الماضي، عن برنامج ترامب الانتخابي، أن المرشح الرئاسي أكد أن إيران يمكنها أن تلتزم ببنود الاتفاق النووي وفي نفس الوقت تستطيع حيازة قنبلة نووية، ولذلك وصف الاتفاق بـ"الكارثي" لأمريكا ومنطقة الشرق الأوسط.
وذكر مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الأربعاء، أنه على الرغم من وصف ترامب الاتفاق بـ"الصفقة الكارثية" إلا أنه لم يقل الكثير عن ما يعترض عليه تحديداً في الاتفاق، بخلاف أنه تم التفاوض عليه من قبل إدارة أوباما، وبالتالي فإنه اتفاق سيء.
الاتفاق النووي الإيراني.. إلى أين ستصل أمريكا؟
وطرح المقال تساؤل هام وهو: إلى أين ستصل أمريكا في هذا الاتفاق؟، وفي ماذا يفكر ترامب؟، خاصة وأن تراجعه عن الصفقة قد لا يحقق أي تأثير على إيران لأن الاتفاق النووي يتضمن القوى العالمية الخمس الأخرى، والتي لم تُظهر أي اهتمام بإلغائها. ومن ثم فإن ايران وهذه الدول يمكن أن تبرم الاتفاق بدون الولايات المتحدة.
وأكد المقال أن العقوبات المفروضة على طهران قديماً كانت فعالة في شل الاقتصاد الإيراني لأن كثير من الدول أيدتها، ولكن الآن إذا فرضت أمريكا مزيد من العقوبات على إيران فبإمكان الأخيرة الحصول على ما تحتاجه من أماكن أخرى. بل ويمكن أن تقرر إيران الانسحاب من الصفقة إذا انسحبت الولايات المتحدة مما يعني رفع القيود عن برنامجها النووي.
وأَشار المقال إلى أن تصور ترامب عن صفقة أفضل لم يحدث، لأن التوصل إلى الاتفاق القائم كان شديد التعقيد والحساسية، واحتاج إلى سنوات عديدة لإنجازه كما أنه تطلب خبرة دبلوماسية واسعة النطاق، وهذا لا يتوفر كاملاً في الإدارة الأمريكية الحالية.
وذكر المقال الذي كتبه الصحفي الأمريكي بول والدمان، أن الاتفاق النووي الحالي لا يعني أنه كامل في كل شيء، ولكن كما قال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، بأنها ليست معاهدة صداقة ويجب على إدارة الرئيس الأمريكي أن ينبهونه إلى أن الصفقة تقوم الآن بما كان يفترض. فإيران لن تكف عن مشاكلها في مجالات أخرى ولا نحن الأمريكيون سنمتنع عن الدخول معها في صراعات.