آمنة نصير: الإسلام كرم الإنسانية والأطماع السياسية هي التي فرقت بين الإنسان وأخيه
الخميس، 20 أبريل 2017 02:45 م
قالت الدكتورةآمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية وعضو مجلس النواب، إن الله- سبحانه وتعالى- عندما أوجد خليفته على الأرض جعل خليفته بشقين آدم وحواء.
وأوضحت "نصير"، خلال كملتها ندوة بعنوان "تمكين المرأة في مجال القضاء والتشريع"، وذلك في إطار حملة "معًا نستطيع تمكين المرأة"، التي تنظمها وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن هناك جملة واحدة قالتها أمام مجلس عمداء الجامعة بالأزهر عندما كانت عميدة في ذلك الوقت، وهي نصًا "هل نحن يا عمداء كليات الأزهر وأساتذتها قادرون أننا ألا نقتلع من جذورنا ولا من مصادرنا، وفي نفس الوقت لا نغترب عن مستجدات العصر؛ لأن الإسلام ختام الأديان، ختمت برسالة الإسلام التي جاء بها محمد- صلّ الله عليه وسلم- الذي ختم جميع الرسالات السماوية جميعًا"، مشيرة إلى أن الخاتمة في الرسالات السماوية تؤكد على الإيمان بما سبقنا من رسالات أرسلها الله للأمم السابقة.
وأكدت "نصير" أنه يجب ألا يتم رفض الديانات السماوية السابقة وأن نؤمن بها، لأن الأمة الحالية هي الأمة الوسطى، متسائلة لماذا لا يأخذ الإنسان لب الموضوعات والديانات والرسالات جميعًا، مشيرة إلى أن الله- سبحانه وتعالى- قال" لقد كرمنا بني آدم" ولم يقل لقد كرمنا المسلمين فقط أو دين بعينه دون الآخرين، مؤكدة أن الإسلام هو الدين الذي ناقش الإنسانية.
وأوضحت "نصير" أن الأطماع السياسية هي التي من فرقت بين الإنسان وأخيه الإنسان، فمن رفع الصليب في الحروب فالمسيحية بريئة من هؤلاء الذين يرفعون الحروب تحت مسمى الديانات، مشيرة إلى أن الديانات السماوية لم تفرق بين الإنسانية نهائيًا.
وقالت أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية وعضو مجلس النواب، إن في زمن بعيد حدثت حرب بين الأمبراطورية الرومانية لمسيحية، والإمبراطورية الفارسية الوثنية، وقد هزمت الأولى، وعاير أهل قريش سيدنا محمد- صلّ الله عليه وسلم- بأن دولة الكفر هزمت دولة الإيمان، ومن ثم سيهزم محمد- عليه الصلاة والسلام-.
وأوضحت "نصير" أنه من هنا جاءت مقولة "لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة"، حيث أن الفرس ولوا أمرهم امرأة، وكان نص القرآن بسورة الروم كانت بشرت بهزيمة الفرس بعد فوزهم على الروم بعد بضعة سنوات، سواء كان من يمسك الزمام امرأة أو ذكر، فالنص القرآني نص على هذه الحادثة قبل حدوثها بسنوات.
وأشارت آمنة نصر إلى أن القرآن أيضًا كرم ملكة سبأ، وهذا يعني أنه رفع بقدر المرأة ولم يكن يقصد بحادثة الفرس والروم أن المرأة سببًا في هزيمة الفرس.
وأردفت أن شروط العمل في السلك القضائي أن يكون سليمًا معافيًا، ولم تذكر الشروط منعًا للمرأة، موضحة أن المرأة شكوى المرأة بعدم التحاقها بالسلك القضائي المصري إلى أن ما ينقص المرأة هو إحساسها الجوهري بأنها جوهرة، فإذا شعرت بهذا لن يكون هناك شكوى واحدة من حالات التحرش، أو نقص بقدراتها في شيئًا.
وأشارت إلي أن الرسول محمد- صلّ الله عليه وسلم- كان يشارك في عمل المنزل مع زوجاته، وعندما يأتي وقت الصلاة كان ينفض يديه ويقيم الصلاة عقب ذلك، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يفرق بين الرجل والمرأة، ومن ثم ما يحدث الآن هو أنانية من الرجل وغرور من المنصب الذي يرفض عمل المرأة في مثل هذه المناصب، حتى عادت مقولة "لن يفلح قومًا ولوا أمرهم امرأة" عندما عينت أول محافظة مصرية بمصر.
وشددت قائلة: "نريد أن ننتهي من هذه العنصرية، والله لو لازالت حية أرزق ووجدت أحدهن أردت تعمل في مجلس الدولة ولم تستطع لسوف أقف بالميادين وأهتف من أجلها، فالمرأة ليست واهنة لكي ألا تعمل في مثل هذا العمل".
وقالت الدكتورآمنة نصير إن الدول الأخرى كانت تطلق على مصر مؤسسة الأزهر، مشيرة إلى الآن الأزهر مؤسسة عريقة لها تاريخ لا يمكن محوه، ولكن الآن نفتقد تلك الجملة لما تشهده في مصر حاليًا.
وأوضحت نصير أنه المجتمع المصري يفتقد للموروثات الإيجابية، فيما تتشعب الموروثات السلبية في المجتمع، على الرغم من اشتهار مصر بلسانها الحلو ذي الأخلاق الحميدة، مطالبة الحاضرين بالندوة بعدم الانزلاق نحو تلك الموروثات السلبية التي تمحو ملامح الوطن الحميدة.
وأضافت الدكتورآمنة نصير إن المرأة لم تخطئ يومًا في رواية الحديث، موضحة أنه في حقيقة الأمر يوجد 90 امرأة في مجلس النواب ولكن لن تأخذ المرأة حقها إلا لو طالبت بحقها، كما سيحدث ذلك إذا أنت العنصرية المتواجدة لدى الرجل.