هل تنهي زيارة وزير الخارجية الأثيوبي للقاهرة الخلافات حول سد النهضة؟
الخميس، 20 أبريل 2017 04:38 م
«لوغرقنا سنغرق معًا فنحن لن نعمل ضد مصلحة شعب مصر وهذه رسالة من الشعب الأثيوبي وشعب مصر يجب أن يساعدنا في استخدام مواردنا».. عبارات قوية أطلقها وزير الخارجية الأثيوبي«ركنيه قيبيهو»، خلال زيارته الأولى للقاهرة، والتي أكدت العديد من دوائر صنع القرار انها زيارة إيجابية، وفق تصريحات وزير الخارجية بالمؤتمر الصحفي، مع نظيره سامح شكري، أمس متمسكًا بقاعدة«لاضر و لا ضرار للشعب المصري و لا الشعب الأثيوبي»، مؤكدًا أن ما جمعه النيل لن تفرقه السياسة.
فمن قصر التحرير، والذي يقع علي بعد أمتار من نهر النيل، كان انطلاق رسالة وزرير الخارجيه الاثيوبي، للشعب المصري فيما يخص الاتهامات المتبادلة بين البلدين تحديدا بملف النهضه، قائلاً:«لن يضار مصري واحد من اثيوبيا مؤكدًا إن الشعب المصري منذ قرون بين اثيوبيا تاريخ مشترك، والاعلام في اغلب الوقت يركز على الأشياء السلبية وهناك الكثير من الأمور المشتركة والايجابية بين الشعبين، وأكدنا للجانب المصري أنه لا يمكن أن نعيش منفصلين وإننا متصلين شئنا أم أبينا وقدرنا واحد وإذا سبحنا سنسبح معًا وإذا غرقنا سنغرق معانا فنحن لن نعمل ضد مصلحة شعب مصر وهذه رسالة من الشعب الأثيوبي وشعب مصر يجب أن يساعدنا في استخدام مواردنا ايضًا».
كما سلم وزير خارجية أثيوبيا، للرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة من رئيس وزراء أثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين رساله مكتوبة، تؤكد على حرص الدولة على تعزيز العلاقات بين البلدين، وعدم المساس بحقوق الشعب المصري التاريخية في مياه النيل.
الدكتور أحمد فؤاد أنور، الكاتب والمحلل السياسي، أكد أن:« حديث وزير الخارجية الإثيوبي متحفظًا فهو يدرك أن التفاوض الناجح يجب أن يكون سريًا حتى يكلل بالنجاح بعيدا عن مزايدات من أطراف داخلية وخارجية»،، لكن ما أستوقف «أنور»، في تصريحات وزير الخارجية، هو تأكيده على عدم الاضرار بمصالح مصر، وحديثه عن رغبة في تعاون حقيقي لتحقيق المصالح المشتركة، فكل ما تطلبه مصر هو «كف الأذى»، وهذا يتطلب اثبات حسن النية وبالتالي يجنبنا الصدام والمواجهة، بل و يفتح الأبواب أمام تعاون على أكثر من صعيد وتنمية شاملة .
و لكن السياسة فن الممكن ، وفي ضوء المتغيرات على غرار وصول مصر، لصيغة متوازنة في العلاقات مع روسيا والولايات المتحدة، وتوطيد العلاقات المصرية مع كل دول الطوق الاثيوبي بداية من جنوب السودان أريتريا، وفي المقابل دعم قطر العلني لاثيوبيا، فإن الأمر يتطلب جلسات تفاوضية لعلها تغلق ملف الخلاف على خير بعد سلسلة من الاتهامات لمصر، بدعم المعارضة الأثيوبية والاحتجاجات .
و لهذا الزيارة دلالة خاصة، كما يرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد أنور، في ظل احتشاد شعبي مصري، حول القيادة في مواجهة التهديد المائي المتافقم بحكم زيادة السكان، والاحتشاد حول مواجهة الإرهاب وداعميه خاصة، وأن مصر بدأت تلوح علنا بملاحقة ومعاقبة الدول والافراد المتورطة في ضرب أمن مصر، فالتفاوض يجب أن يضع في الحسبان أن تعداد مصر، واقعي فعلي متكرر بينما عدد سكان اثيوبيا، تقديري مبالغ فيه ويمكن في هذا السياق التعاون مع أجهزة استخباراتية صديقة، فبعد أن لاحظنا تغيير سياسات تركيا وانجلترا، بعد فضح المخابرات الروسية، لتورط «اردوغان»، والحكومة البريطانية، في دعم الارهاب في سوريا ومصر.
النائب السيد حسن موسى ، وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان أشاد بزيارة وزير الخارجية الأثيوبى إلى القاهرة ، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتى فى إطار توطيد العلاقة التاريخية بين مصر وأثيوبيا و أنها تمثل أهمية كبيرة لمصر فى ملف أزمة سد النهضة، حيث ان تصريحات وزير الخارجية الأثيوبى خلال زيارته للقاهرة تؤكد على حق مصر فى حصتها من مياه النيل وحق أثيوبيا فى التنمية ، حيث اتضح ذلك حينما قال أننا لن نعمل ضد شعب مصر ولدينا مصلحة استغلال مواردنا الوطنية ولا يمكن لمصر ان تضر ايضا بمصالحنا.
ودعا وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان إلى ضرورة الإستفاده من هذه الزيارة من خلال إقامة مشاريع إستثمارية لمصر فى أثيوبيا ووجود تعاون مشترك بين البلدين فى كل المجالات لإزالة أى خلافات فيما بينهم بسبب أزمة سد النهضة.
وزير الخارجية سامح شكري إطلع خلال الزيا ة على كافة الدراسات التي استدل عليها الجانب الأثيوبي لبناء السد، وكذلك التأكد من الجانب الأثيوبى من سلامة التربة هل ستتحمل حمولة السد بعد تخزين المياه بداخله كي لا ينهار مستقبلاً ويحدث فيضان وتتأثر به مصر بالإضافة إلى معرفة عدد السنوات التي سيتم تخزين المياه بداخله.
كما كشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الإثيوبي خلال المباحثات الثنائية فسر للجانب المصرى بشكل كامل حقيقة تصريح الرئيس السوداني عمر البشر من أديس أبابا حين أكد أن الأمن القومي الإثيوبي جزء لا يتجزأ من أمن بلاده ووفسر أيضا الموقف السودانى من سد النهضة .