أسباب وتداعيات دعوة رئيسة الوزراء البريطانية لانتخابات مبكرة

الأربعاء، 19 أبريل 2017 06:39 م
أسباب وتداعيات دعوة رئيسة الوزراء البريطانية لانتخابات مبكرة
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
تحليل - محمود علي

في الوقت الذي اتجهت فيه كل الأوساط البريطانية السياسية والإعلامية إلى القبول بالوضع السياسي القائم والتحضير إلى فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فاجأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجميع بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في الثامن من يونيو المقبل، قائلة إن الحكومة لديها الخطة المناسبة للتفاوض على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإنها بحاجة إلى وحدة سياسية في لندن، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الأسباب التي دفعت لندن لاتخاذ هذه الخطوة.

وعلى الرغم من أن الخطوة مثلت مفاجئة كبيرة لقادة المعارضة وحزب المحافظين الذي تتبع له تيريزا ماي، على أساس أنها جاءت في خضم مباحثات سياسية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لم تخلو الصحف والوكالات العالمية من التحليلات المباشرة التي حددت أسباب الدعوة لانتخابات مبكرة وتداعياتها على المستوى القريب.

وجاءت دعوة تيريزا ماي لاجراء انتخابات مبكرة في وقت شهدت فيه الساحة البريطانية خلافًا شديدًا بين الأحزاب السياسية بشأن التكلفة السياسية والاقتصادية لعملية البريكست خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعد إنهاء هذه الخلافات والانقسام بشأن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي خاصة داخل مجلس العموم هو أحدى الأسباب الرئيسية التي دفعت ماي لاتخاذ هذه الخطوة، كما أنها تسعى بحسب الصحف البريطانية من خلال الانتخابات المبكرة إلى الحصول على أغلبية تسمح لها بدخولها في المفاوضات والمباحثات مع أوروبا وهي قوية لاسيما وإنها صعدت إلى الحكم بالتعين وهو ما قلل من شريعتها.

واعتمدت أغلبية دول الاتحاد الأوروبي موقفًا صلبًا وصعبًا اتجاه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد، ولم توافق على أي مساومات وتنازلات خاصة بالسوق الأوروبية الموحدة  خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى مزيد تفكك الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي جعل من خطوة تيريزا ماي مهمة لأخذ كل الصلاحيات لاتخاذ أي خطوات كبيرة قد يكون لها تداعيات على الوضع الاقتصادي.

السبب الآخر والمهم بالنسبة لبريطانيا ككل، هو الوقوف أمام أي محاولات لتفكيك الوحدة البريطانية، لاسيما أن هناك دعوات كثيرة من قبل اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث وافق البرلمان الاسكتلندي قبل أيام على إرسال طلب لمجلس العموم البريطاني لإجراء استفتاء ثاني يحدد مصير اسكلتندا، وهو أمر يراه مراقبون بأنه سيقلل من شعبية رئيسة الوزراء، وقد تكون الانتخابات المبكرة عامل مهم لإثناء القوميون الانفصاليون عن مطلبهم.

التداعيات على المستوى السياسي والاقتصادي ايضًا ستكون وخيمة في حال خسارة حزب تيريزا ماي في الانتخابات المبكرة، حيث سيؤدي ذلك إلى العودة إلى المربع رقم صفر وهو ما سيدخل بريطانيا في نفق مظلم، لاسيما مع صعود مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، وتعزيز الانقسام الحاصل بين الأحزاب السياسية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق