حرب باردة بين الأزهر وإيران.. رفض المشاركة بمسابقة القرآن الكريم بطهران والسعودية تشارك

بدأت، فعاليات الدورة الـ34 لمسابقة القرآن الكريم الدولية بإيران، والتي تنتهي في 26 ابريل الجاري، بحضور 80 دولة ليست من بينها مصر، اليوم الاربعاء، حيث رفض الأزهر الشريف الدعوة للمشاركة، فيما شاركت المملكة العربية السعودية، بمتسابق هو القارئ حسن عبدالعزيز محمد النخل، في مفارقة غريبة من قبل دولتين بينهما مواجهات وتنافر على الساحة الدولية.

السعودية تشارك ضمن 80 دولة إلا مصر

المسابقة حضرها 2500 ممثل من 80 دولة، لتخصص فيها في فرعین: حفظ کلّ القرآن الکريم و تلاوته المجوّدة، وبها فرعًا للمکفوفین من حفّاظ للقرآن، في المسابقة التي عقدت تحت إدارة منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية الإيرانية، في قاعة المؤتمرات الدولية بالعاصمة الإيرانية طهران، لوحظ فيها حضور مكثف من قبل دول الجوار الإيراني والدول الأفريقية.

رفض المشاركة سببه تطور دور إيران بالمنطقة ودولة المواجهة تشارك

من جانبه، كشف القارئ الشيخ حلمي الجمل، نائب نقيب قراء مصر سابقا، أن مصر لا تشارك في مسابقات إيران منذ ما يقارب 5 سنوات، وذلك لتطور موقف إيران وسلوكها سلبيا بالمنطقة مؤخرًا.

وأضاف الجمل، لـ«صوت الأمة»: «الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ونقابة قراء مصر التابعة للأوقاف، وإذاعة القرأن الكريم يرفضون أي مشاركة مصرية بإيران، حيث كانت مصر تشارك بوفد رسمي بموافقة الدولة وتحت سمعها وبصرها، وعبر الجهات الرسمية ومنها الخارجية المصرية».

وأوضح «الجمل»: «أن هذه الجهات الآن تتبع أي قاري يسافر من خلال الحصول على تأشيرة من أي دولة عربية أو أجنبية ومنها إلى إيران، مشيرًا إلى أنه سافر ضمن وفد رسمي بعلم الدولة قبل سنوات ورفض رفع الآذن الشيعي، ورفع الآذان السني ما جعل الشيعة يتجنبوه في الصلاة ولا يأتمون به، حيث تغري إيران المشاركين بإغداق المال على من يشارك».

وشدد «الجمل»، على أن مصر لا تتأخر عن أحد أبدًا، حيث كلف وزير الأوقاف وكيله الشيخ محمد عبد الموجود، بالسفر إلى دولة تونس للمشاركة بمسابقتها الدولية قبل أسبوع من الآن لضمانها عدم توظيف تونس للأمر في أي شيئ آخر.

المسابقة تتسلل إلى العقول من خلال بند الفهم القرآني

وتناقش المسابقة، وورش العمل التابعة لها 500 مقالة ودراسة في مجال الدراسات القرآنية، منها 300 مقالة داخلية، حيث تلقت إدارة المسابقة أبحاثها عبر الانترنت، وأرسلت الدعوات للأشخاص مباشرة، في المسابقة التي يتغيب عنها الأزهر ويهاجمها، بينما يحضر رجاله، والذين تعرض بعضهم للوقف والمعاقبة بسبب الحضور - واشترطت طهران أن یکون الترشیح من قبل السّفارة الإيرانیة أو المستشارية الثقافية الإيرانية في بلد المتسابق.

و تختار طهران، في المسابقة حافظ واحد للقرآن من بين المشاركين، وأفضل قارىء، بحضور نواب من مجلس الشورى الإسلامية، حيث تعتبرها إيران أنها من أكبر المسابقات العالمية.

جوائز مالية قيمة تغري المتسابقين

 المسابقة تمنح شهادات تقدير وأوسمة ومبالغ مالية، وتعتبرها طهران حرکة في مسار استعراض الوحدة الإسلامية و تضامن الأمة الموحدة؛ الوحدة التي یحتاج إليها المسلمون أکثر من أي وقت سبق.

الأزهر يتبرأ من أحد منتسبيه ويمنعه من دخوله لمشاركته بالفعاليات

وخلال إحدى جولات الحرب الباردة بين الأزهر والمؤسسات الإسلامية الإيرانية، قرر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، منع القارئ الأزهري الدكتور فرج الله الشاذلي من القراءة مرة أخرى بالجامع الأزهر الشريف، وذلك لظهوره معممًا فى مقطع فيديو بالعراق يؤذن بأذان الشيعة، ويتعهد لقادتهم بالتمهيد لظهور المهدي المنتظر.

«شومان»، هاجم «الشاذلي» قائلاً: «لا يشرف الأزهر الشريف أن ينتمى إليه واحد من أمثاله، وسأطلب من وزير الأوقاف معاملته بالمثل في جميع المساجد التابعة للأوقاف، وأطالب بإحالته للتحقيق فيما نسب إليه».

مشاهير قراء مصر يشاركون والأزهر يمتنع ولا يمنع منتسبيه

وفي الفترة الأخيرة برزت العديد من الأسماء لقراء أحياء وعدد آخر لقراء توفوا منذ فترة قريبة زاروا إيران، معظمهم قراء إذاعة وخريجى وعاملين بالأزهر، أبرزهم: الشيخ محمد الطبلاوى، نقيب القراء، والشيخ حلمي الجمل، القيادي بنقابة القراء، والقارئ الطبيب أحمد نعينع، والشيخ عبدالفتاح الطاروطي الذي يعمل واعظا بالأزهر، والشيخ طه محمد النعماني والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي واعظ سابق بالأزهر، ونجلي الشيخ الشحات محمد أنور محمود وأنور، المتعلمين بالأزهر، والشيخ ياسر الشرقاوي، ومن المتوفين: السيد متولي عبدالعال، وعنتر سعيد مسلم، والشحات محمد أنور.

الحرب الباردة بين الطرفين
وفي إحدى جولات الحرب الباردة وبالتحديد في يونيو 2014 وبمناسبة المسابقة الدولية للقرآن الكريم، التي انعقدت فى العاصمة طهران، كتبت صحيفة إيرانية سيرة ذاتية لـ6 من القراء المصريين تحت عنوان «أشهر القراء في العالم، هم: عبد الباسط محمد عبد الصمد، و الشحات محمد أنور، ومصطفى إسماعيل القارئ، وأحمد الرزيفى القارئ، و محمد رفعت».