لماذا سانت كاترين الآن؟

الأربعاء، 19 أبريل 2017 03:15 م
لماذا سانت كاترين الآن؟
دير سانت كاترين
محمد الشرقاوي

دقات عقارب الساعة تشير إلى قرب انتهاء الثلاثاء، لم يتبقى أٌقل من ساعتين على الثانية عشر، نقلت وكالة سكاي نيوز خبرًا عاجلًا عن وقوع هجوم إرهابي على دير سانت كاترين بجنوب سيناء، بعدها بلحظات تبين أن الهجوم على الكمين الأمني الذي يبعد أكثر من 600 مترًا عن بوابة الدير.

لم تمر دقائق حتى أعلن مدير أمن جنوب سيناء اللواء أحمد طايل أن أحد أفراد الأمن أطلق النار بطريق الخطأ على التمركز الأمني في محيط الدير، وأنه تم العثور على السلاح المستخدم، نافيًا وقوع عمل إرهابي، غير أن بيان وزارة الداخلية قال غير ذلك.

الدكتور أحمد عادل، مفتش آثار منطقة دير سانت كاترين بوزارة الآثار، كانت مشيئة القدر أن يكون متواجدًا داخل الدير، روى لـ«صوت الأمة»، إن القوات الأمنية مشطت الظهير الجبلي للدير، وأنها أمرت جميع زوار الدير بالتزام الغرف وعدم الخروج. وأضاف أن ما حدث سيكون له تأثير على نواحي عدة ولو كان على سبيل الخطأ ونسأل الله السلامة.

تنظيم داعش أعلن بعد بيان الداخلية أن عددًا من مقاتليه هم نفذوا الهجوم.. لماذا سانت كاترين الآن؟، مؤشرات عدة تجيب على هذا السؤال.

 

على مدار السنوات الماضية استهدف التنظيم الإرهابي أهدافًا في الجنوب السيناوي، محاولًا إيصال رسالة أن يستطيع التحرك، فأعلن مسؤوليته عن تفجير الطائرة الروسية، في بيان له وعاود وجدد تبنيه في مقطع فيديو الأمر الذي كان له تداعيات على الحرك السياحية بالمنطقة.

في العام السابق للطائرة تم تفجير مديرية أمن الطور، لكن الوقت الذي تم فيه استهداف الدير كان بداخله مجموعة من السياح الأجانب، وفي حال أصيب أحدهم بسوء ستكون ضربة أشد قوة من الطائرة الروسية، والتي توقفت بعدها حركة السياحة لفترات، ونجحت هيئة تنشيط السياحة في إعادة الحركة شيء ماـ خاصة في ظل انحدار مؤشر السياحة في مصر بعد 2011.

 

خيوط عدة تؤدي في نهايتها إلى احتمالية أن منفذي الهجوم متشابهون في انتمائاتهم، فبرغم إعلان التنظيم إلا أن أسلوب تنفيذ العملية بدراجة بخارية قريب الشبه من استراتيجيات «المواجهة» للجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية «لواء الثورة وحسم».

غير أن بعض الباحثين قالوا: إن الجيش الإسلامي الحر يستخدم تلك الآليات في المواجهة وتنفيذ عملياته، خاصة وأنها قريبة الشبه بعملية نفذها التنظيم التابع للقاعدة، فاستخدام الدراجات البخارية والملثمون يعود بالأذهان إلى إرهاب التسعينات من القرن الماضي والجماعات الإسلامية التي انضم أكثرها تحت لواء القاعدة مع مرور الوقت.

داعش أيضًا يلجأ إلى الدراجات البخارية ولكنه يقوم بتفخيخها لاقتحام الكمائن والتمركزات الأمنية، يتبعها بعد ذلك إطلاق نيران أكثر دقة - على عكس الحادث، على الأهداف الأمنية للتقدم باتجاه الدير.

غير أن هناك مساعي للتنظيم الإرهابي للهروب من القبضة الأمنية في سيناء ومن المحتمل أن تكون تلك العملية ضمن تلك المحاولات.

 

الهجوم جاء بعد ساعات من لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي، والذي أكد خلاله أن مصر على وشك القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، الأمر الذي اعتبره باحثون أن الهجوم ردًا على تلك التصريحات.

الأجهزة الأمنية المصرية حققت نجاحات كبيرة في تدمير البؤر الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، وكان أخرها عمليات جبل الحلال والتحرك العسكري في شمال سيناء.

 

في حال صحت احتمالية تزامن العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة فلم يمر سوى أيام على استهداف كنيستي طنطا والإسكندرية، وبعدها دير سانت كاترين أكبر المزارات المسيحية في العالم، من شأنه تعطيل زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر يومي 28 و29 أبريل الجاري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق