شارعي الغورية والمعز يتحولان إلى ساحة لسباق الـ«توك توك».. والحي في «غيبوبة»(بالصور)

في الوقت الذي زعمت فيه القيادات التنفيذية بمحافظ القاهرة، اهتمامها بالمزارات السياحية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية والخديوية، لدعم وتنشيط السياحة، فشلت أجهزة المحافظة في الحفاظ على الملامح الجمالية المتبقية بأهم الشوارع التاريخية بقلب العاصمة، فمن ناحية فشلت قيادات حي وسط القاهرة من الحفاظ على الملامح الجمالية لشارعى الغورية والمعز لدين الله الفاطمى وحمايته من التعدى والإشغالات، ومكن ناحية أخرى فقدت قيادات الحى السيطرة على «التوك توك»، الممنوع سيره في 15 حي بينهم حي وسط.

طال الإهمال الشارعين التاريخيين، فتحولت الساحة الواقعة أمام سبيل محمد علي الواقع وسط شارع الغورية التجارى إلى موقف للـ«توك توك»، ويستمر تواجد سائقوه في الفترة ما بين 9 صباحًا وحتى 12 من منتصف الليل، فبعد أن كان أصحاب «التوك توك» يختلسون السير بهذا الشارع في أوقات متفرقة من اليوم خوفًا من بطش إدارة الإشغالات بحي وسط القاهرة، أصبح مباحًا لهم الآن بعد أن أصبح أهمال رجال الحي مهامهم.

لم يقتصر الأمر على وجود موقف «للتوك توك»، أمام سبيل محمد علي، فقط تجرأ سائقوه على تحول الشارع في المساحة الواقعة من بوابة المتولي «باب زويلة»، وحتى باب الغورية من ناحية شارع الأزهر، إلى ساحة للسباق بينهم، ضاربين بكل القواعد والقوانين عرض الحائط، بل وتطور الأمر إلى الشجار مع أصحاب المحال التجارية، فلم يسلم من بطشهم السائحين القلائل الذين يمرون بشكل نادر من الشارع، حيث قضى «التوك توك»، على ما تبقى من السياحة في هذين الشارعين.

«طرقنا كل الأبواب لمنعهم من السير بالغورية لكن بلا جدوى»، بهذه الكلمات استهل فتحي أحمد فتحي ، صاحب محل لبيع الأحذية بوسط الغورية، كلماته عن أزمة وجود «التوك توك» بكثافة بالشارع، وقال:«تشاجرت مع أحد السائقين خلال سيره بشكل جنوني أمام المحل، فقد استوفته خلال عودته من سباق بينه وبين سائق أخر، وطلبت منه السير بهدوء ولكنه صاح في وجهي ووجه لي السباب والشتائم دون أي داعي وتشاجرنا».

وأضاف«فتحي» في تصريحات لـ«صوت الأمة»: «أن أحد السائقين خلال سيره بالشارع، ضايق مجموعة من السائحين خلال سيرهم بالشارع، وتدخل عدد من أصحاب المحلات لمنعه لكنه ضرب كلامهم عرض الحائط، مؤكدًا أن عدد السائحين الذين يمرون من الشارع قليل للغاية مقارنة بالأعوام السابقة التي كانت يكتظ بها الشارع بالسائحين من مختلف الجنسيات، مشيرًا إلى أن وجود هؤلاء بهذه الشكل بالشوارع التاريخية سيقضي على ما تبقى من السياحة القاهرة التاريخية».