الغطاس.. ظهور لاهوت الرب فى الأردن
الثلاثاء، 18 أبريل 2017 04:38 معنتر عبد اللطيف
تحتفل الكنيسة بهذا العيد سنويًا تذكارًا لعماد الرب ولظهور سر مكتوم منذ الدهور، وأظهر بعماد المخلص.. وهذا السر هو سر الثالوث الأقدس الذى هو قاعدة إيماننا القديم وأساس الدين المسيحى المستقيم -وفق كتابات كنسية - ذلك فإن الابن الكلمة ظهر فى الأردن متجسدًا وتعمد فى الماء، والروح القدس ظهر بهيئة حمامة واستقر عليه، وصوت الأب نادى من السماء «هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت» «مت 3: 17» ولهذا يسمى عيد الظهور الإلهى أى ظهور هذا السر العظيم فيه، كما يسمى بالغطاس لأن الرب اقتبل فيه العماد بالتغطيس بالإجماع، وقد اتخذت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء فى أوامرهم وهو بنصه «فليكن عندكم جليلًا عيد الظهور الذى هو عيد الغطاس لأن الرب بدأ يظهر فيه لاهوته فى المعمودية فى الأردن من يوحنا واعملوه فى يوم 6 من الشهر العاشر «العبرانيين» 11 من الشهر الخامس «طوبة» للمصريين «دمشق 18»» «ولا تشتغلوا فى عيد الحميم لأن فيه ظهرت لاهوتية المسيح وشهد له الأب فى العماد ونزل عليه الروح القدس بشبه حمامة وظهر الذى شهد له للقيام أن هذا هو الله الحقيقى وابن الله «رسطب 66 المجموع الصفوى صحيفة 197، 198» وأقول الآباء تؤيد ذلك.. فالذهبى فمه يقول «إن عيد الظهور الإلهى هو من الأعياد الأولية عندنا وقد تعين تذكارًا لظهور الإله على الأرض ومعاشرته للبشر «عظته العنصرة راجع 152 على الظهور الإلهى» ومثله القديس إغريغوريوس الكبير فى مقالته على عيد الظهور الإلهى، والقديس إيبفانيوس «راجع اتحاد الكنائس وجه 96».
ونلاحظ هنا مع أحد العلماء أن مسيحيى الشرق فى الثلاثة أجيال الأولى كانوا يحتفلون بعيدى الميلاد والغطاس معًا تذكارًا لظهور سر التثليث، ولكن لما تعين اليوم الذى ولد فيه المخلص وكذلك يوم عماده من مؤلفات اليهود التى جمعها يسطس الرومانى ونقلها من أورشليم إلى رومية جعلوهما عيدين يحتفلون بهما فى وقتين مختلفين ومن ثم نقلوا هذه الفريضة إلى الغرب بواسطة المواصلات التى كانت بين مدن آسيا الصغرى وبلاد فرنسا.. كما شهد كاتبونوس «راجع اتحاد الكنائس وجه 96».. وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون فى هذا اليوم «العيد» سجود المجوس الذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم «عظات القديس أغسطينوس 202»، ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا، طقس العيد: أ- برامون عيد الغطاس المجيد: توجد إبصاليتين «واطس، أدام» تقال واحدة فقط حسب يوم البرامون.. وهما موجودتان فى كتاب الإبصاليات والطروحات له مرد إنجيل خاص به.. فيما عدا ذلك لا يوجد أى تغيير.
ب- عشية عيد الغطاس المجيد.
ج- تسبحة نصف الليل لعيد الغطاس المجيد: بعد الانتهاء من رفع بخور عشية لا يخرجون من الكنيسة بل يبدأون بعمل تمجيد أمام أيقونة القديس يوحنا المعمدان بينما يعد اللقان فى الخورس الثالث من الكنيسة بغسله جيدًا وملئه ماء عذبًا إذ يجب أن يحضر ماء اللقان تسبحة نصف الليل من أولها «إذ لم يكن بالكنيسة لقان.. فيوضع الماء فى طبق كبير على منضدة وعن يمينه ويساره شمعتان.. كالمذبح» بعد انتهاء التمجيد يسير الكهنة مع الشمامسة والمرتلين والشموع موقدة إلى حيث اللقان مرتلين بدء صلاة نصف الليل «قوموا يا بنى النور» «أو لحن تين ثينو آبيشوى» وهو مقدمة للهوس الكبير المختص بالعيد.. تقرأ التسبحة فى الماء كترتيب عيد الميلاد المجيد.. السابق شرحه.