سنة وسنتين
الإثنين، 17 أبريل 2017 02:22 مكتبت : مدحت جاد الكريم
وصلنا فى عهد (مبارك) السعيد إلى اللعب فى الأغانى الوطنية وتصدير فكرة أن الوطن يستعاض عنه بوجهه البشوش بوصفه رمزا لمصر وانتزعت عمدا الحماسة من الأغانى الوطنية -ولم لا ونحن فى زمن السلام على طول السلام- إلى أن وصلنا إلى أغنية يقولها شاب رقيق بوجه حالم حاول جاهدا بلغة الجسد أن يبدو متحمسا وهو جالس على كرسى مطلع الأغنية: ارمى حمولك عليا يا مصر وأنا أشيل عنك شوية.
وأطرف ما سمعته عن هذه الأغنية كان من صديق لى: ترمى حمولها على مين وأنت قاعد على كرسى مش قادر تصلب طولك؟
بينما الله يسامحه عمار الشريعى لحن اوبريتا مزورا مزيفا مفتعلا اسمه اخترناه واحنا معاه لما شاء الله.. كله حماس وزى الفل.
وبينما نحن نطمس تراثنا الفنى وجدت بالصدفة فرقة إسرائيلية حولت أغنية «سنة وسنتين» للعبقرى الراحل فريد الأطرش إلى أغنية وطنية لإسرائيل ناهيك عن سرقة أغانينا وترجمتها وغنائها بنفس الألحان.
صحيح أننا فى معاهدة سلام ولكن طرفى المعاهدة مصر وإسرائيل تعلمان جيدا أن السلام لن يدوم وأن هناك حربا قادمة لامحالة خامسة وسادسة وعاشرة فهل ستحاربون عدوا انتزعتم من قلوب أبنائكم كراهيته وأحللتم الوداعة محل الحماس؟ ماذا سنفعل ساعتها؟ نؤجر مقاتلين من تشاد والصومال ومالى؟ نحن تربينا على كراهية إسرائيل والآن نسمع بعض الشباب يقول لو اتيحت لى الفرصة للهجرة لإسرائيل لها جرت؟ أيا رب بعد ما كان الدم يغلى فى عروقنا ونحن نسمع (اسلمى يا مصر) و(بلادى بلادى ) و(الله اكبر فوق كيد المعتدى) و(دع سمائى فسمائى محرقة) و(جمعنا كل قوتنا) يأتى اليوم لنسمع شاب زى القمر قاعد على كرسى يغنى بصوت حنون هامس ارمى حمولك عليا .
بينما هم يغنون سنة وسنتين.
مدير حسابات