هل فشل «بيت العائلة المصرية» في مهمته المقدسة؟
الأحد، 16 أبريل 2017 05:39 م
انتقادات كثيرة وجهت لـ «بيت العائلة المصرية»، الذي شكل خصيصا بعد حادث تفجير كنيسة القديسين وترجع تلك الانتقادات إلى رؤية البعض أن الهدف الأساسي من تلك الفكرة هو الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء مصر، إلا أن دور بيت العائلة اقتصر على عقد الجلسات العرفية للتصدي للخصومات الثأرية التي تقع خاصة في محافظات الصعيد.
فكرة انشائه
عقب حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية شرع شيخ الأزهر في تنفيذ مبادرته علي أرض الواقع والتي سبق وأن طرحها من قبل بهدف تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية، وترسيخ مبادئ المواطنة للحفاظ على النسيج الوطني لأبناء مصر، وضمهم في كيان واحد يعمل على تحقيق المصلحة العامة لمصر.
ويشرف على مؤسسة بيت العائلة المصرية مجلس أمناء برئاسة الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا توا ضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. كما تضم عددا من علماء الإسلام ورجال الدين المسيحي، إضافة إلي عدد من المفكرين والمثقفين من الجانبين الإسلامي والمسيحي.
ومع كل حادث طائفي في مصر يعلن القائمون على «بيت العائلة» عن اجتماع طارئ، الذي دائما ما ينتهي ببيان يدين أحداث العنف، ويطالب بجمع الصف، ويناشد الحكومة باتخاذ القرارات المناسبة، وبعدها يختفي «بيت العائلة» ليعاود الظهور مرة أخرى مع حادث جديد، ليتوقف دور بيت العائلة على إصدار بيانات الشجب والإدانة، التي كان آخرها إدانة التفجير الإرهابي بكنيسة مارجرجس بطنطا كما تناقش في اجتماعاتها الشهرية، التي كان آخرها اجتماع اللجنة الدينية لمناقشة ما طرأ من مستجدات على الساحة.
الهدف
يهدف بيت العائلة المصرية إلى الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء مصر، وتنص اللائحة الخاصة به أن له حق الاتصال والتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف.
أهداف لم تتحقق
يقول الدكتور محمد محمود عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن بيت العائلة المصرية هدفه نبيل وقد اكتز الكثير من المشكلات والفتن الطائفية من جذورها قبل أن تتحول إلى كوارث لكن لم يكن هذا هو الهدف الأساسي، من أنشاء بيت العائلة المصرية ولكن الهدف كان هو الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء الوطن، إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما يؤكد أن هناك خللا حقيقيا داخل المجتمع، وأنه على الأزهر والكنيسة بذل أقصى جهد للوصول إلى عمق تلك الأفكار الهدامة حتى لا تتوغل داخل المجتمع، فما يحدث أنها تزداد لعدم وجود أفكار وخطوات فعالة يقوم بها الطرفين بحيث يتم تطبيقها على أرض الواقع، وهو الدور الذي يجب أن يقوم به بيت العائلة المصرية، فعليه أن يبدأ بمراجعة المناهج الدراسية التي قد تؤدي إلى تكوين تفكير هدام لدى الشباب، كما يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين رجال الدين من الطرفيين والشباب ولا يكون لمجرد وقوع حدث عمل إرهابي أو فتنة طائفية فالعمل يجب أن يكون على قدم وساق، فالاكتفاء بمجرد عقد الجلسات العرفية وفض المنازعات بين المسلمين والمسيحيين، لم يعد كافيا في ظل ما نمر به من أحداث.
وأضاف المفكر القبطي جمال أسعد، أن الهدف الحقيقى من بيت العائلة للأسف لم يتحقق حتى الآن لأ نه لا يعمل على حل المشكلات خاصة الطائفية منها من جذورها ولكن ما يتم مجرد مسكنات كما يجب أن يكون له دور فعال في وضع المناهج الدينية وتنقيتها من كل ما يدعم الأفكار الهدامة الطائفية وغرس قيم الحب والتفاهم والتعاون حتى تكون الحلول فعاله فنحن نحتاج إلى أن نتعمق أكثر ولا نكتفي بمجرد القشور وذلك لخلق مناخ وطني حقيقى بعيد عن الشو الاعلامي، فنحن أمام حرب حقيقية وافتعال للأزمات، ما يؤدي إلى احتقان حقيقى بين أبناء الوطن كما أن الأفكار المتطرفة يجب معالجتها من الجذور لأنها متوغلة في العقول فهي ليست وليدة اليوم.