حديقة الجيزة تنتظر عودة الابن الضال.. متنزه البسطاء في شم النسيم أقفاص بلا حيوانات (صور)
الأحد، 16 أبريل 2017 01:15 م
ما تشهده حاليا حديقة الحيوان - درة تاج حدائق الحيوان الإفريقية- هو أزمة حقيقية بعد أن غابت عنها الحيوانات التي هي السمة المميزة لها حتى أن معظم أقفاصها أصبحت خاوية فلا يوجد عليها سوى لافتة تحمل أن هنا كان يوجد أحد الحيوانات مع بعض المعلومات عنه، لتتجول كاميرا «صوت الأمة» داخل أكبر وأقدم حدائق الحيوان على مستوى العالم لنرصد أهم استعدادات الحديقة لاستقبال شم النسيم بجانب المشكلات التي تواجة زوار الحديقة.
البداية
مع أول خطواتك داخل حديقة الحيوان تتذكر زيارتك الأولى لها بالعودة «فيد باك» تعرف الفرق بين ما كانت عليه الحديقة من جمال والتي وضع تصميمها المهندس مصمم برج إيفل بداية من البوابة التراثية المليئة بالزخارف الفنية، والتي اخفى معالمها تراب الزمن والباعة الجائلين الذين يحيطون بأبوابها والمساحات الخضراء والحيوانات من مختلف الفصائل ودول العالم لتتذكر ما كان يميزها وما أصابها حاليا من تدهور رغم محاولات القائمين عليها الاهتمام بها فالأقفاص معظمها خاوية لا يوجد بها الكثير من الحيوانات بخلاف رائحة المياه الراكدة التي تكتم الأنفاس، أما في بيت الزواحف والذي يتم الدخول لها بـ 5 جنيهات بخلاف تذكرة الدخول للحديقة فقد ندرت بها الزواحف ما بين السلاحف وبعض الثعابين الصغيرة والتمساح، ليتم الاستعاضة عن الحيوانات بإدخال مدينة الملاهي وسينما «البعد الرابع» التي تجذب الكبار والصغار، وأيضا يكون الدخول لها بتذكرة قيمة 5 جنيهات بالإضافة إلى ساحة سباق السيارات وكلها وسائل أضيفت لحديقة الحيوان بعد ندرة الحيوانات بها ولتوفير دخل إضافي للحديقة وهو ما يراه الزائرين أفقد الحديقة قيمتها وطبيعتها الخاصة مؤكدين أن الملاهي وألعاب الأطفال موجودة في كل مكان أما الحيوانات خاصة النادرة والاستمتاع بتقديم الأكل لها والتصوير معها لا يوجد إلا داخل الحديقة مطالبين إدارتها بمزيد من الاهتمام.
كما تم إغلاق الأماكن الأثرية بالحديقة مثل الكشك الياباني والاستراحة الملكية وجبلاية الشمعدان ومتحف الحيوان.
رواد الحديقة
وأثار تدهور أوضاع الحديقة استياء الزوار فيقول «أحمد محمدي»، الذي يزور الحديقة بصحبة أطفاله الثلاثة وزوجته «إحنا دفعنا في التذكرة 5 جنيهات، لكل فرد، لكن في الحديقة دفعنا أكتر من ذلك بكثير بعد ان تم دفع الأموال للعمال القائمين على رعاية الحيوانات غير أسعار الشاي والمياه والحاجة الساقعة اللي يضاعفوا ثمنها بشكل مبالغ فيه لكن نضطر نروح علشان الأولاد».
أما محمد سمير فيقول: «اللي شوفته خلال زيارتي صعب فدورات المياه غير آدمية على الإطلاق، والبحيرات ومجاري المياه لا تصلح إلا أن تكون مجاري للصرف الصحي، كما أن نظافة بعض أقفاص الحيوانات في حالة مزرية ولا يستطيع الزائر تحملها ما بالك بقي بالحيوان المحبوس بداخلها».
وتابع: «لا يوجد أي عناية بالبغبغاء واللي بيحصل فيهم هناك مهزلة فالحيوانات معظمها إن لم تكن جميعها في حالة جوع مستمر ما يجعل الحارس يحصل على المزيد من الأتاوة من الزائرين لإطعام الحيوانات، لا يوجد بالحديقة إلا فيلًا واحدًا.. وهي أنثى وتسمى نعيمة والمكان اللذي تعيش فيه لا يتناسب إطلاقا مع حجم الفيل وقمه في الاذلال، كما أنه تم وضع فيل ماكيت وهو ما اثأر الشبهات حول وفاة الفيل نعيمة أيضا».
نشأة حديقة الحيوانات
تأسست حديقة الحيوان في 1891 حيث تعد أكبر حديقة حيوانات في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا وكا يطلق عليها جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا
وقد أمر بإنشائها الخديوي إسماعيل ألا أن افتتاحها كان على يد نجله الخديوي محمد توفيق حيث بدأت بعرض ازهار ونباتات مستوردة غير موجودة في مصر وكان يوجد بالحديقة قرابة الـ 6000 حيوان من نحو 175 نوعا بينهما انواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشة.
وتبلغ مساحة الحديقة حوالي 80 فدانا وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية وبحيرات للطيور المعروضة كما تحوي متحف تم بناؤه عام 1906 يضم مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة، كما تضم الكشك الياباني وهو متحف صغير داخل الحديقة يحوي بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديما وحديثا تم انشاؤه في عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر ويقدر عدد زوار الحديقة بنحو مليوني زائر سنويا.
وتم إغلاق الحديقة فى فبراير 2006 خوفا على الحيوانات والطيور من الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور لمدة شهريين.
وقد وجهت العديد من الانتقادات للإدارات التي أشرفت على حديقة الحيوانات بسبب عدم الأخذ بتوصيات الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان كالاهتمام بها بالشكل المطلوب وتفشي الإمراض التي قضت على الحيوانات النادرة بالإضافة للمعاملة السيئة التي يواجهها الحيوانات وهو ما أدى لاستبعاد مصر في عام 2004 من عضوية الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان العام «الوازا» وفي ديسمبر 2008 انضمت لعضوية البازاب.
مدير الحديقة
من جانبه أكد الدكتور محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحفاظ على الحياة البرية بوزارة الزراعة، أن ما يثير حول موت الحيوانات وعدم الاهتمام بها داخل الحديقة لا أساس له من الصحة، مؤكدا ارتفاع نسبة المصريين الوافدين للحديقة العام الماضي بنسبة 22% والأجانب بنسبة 21% وذلك عن العام السابق.
وأشار إلى أن هناك محورين يتم العمل عليهم داخل حديقة الحيوانات الأول الخاص بالخدمات المقدمة للجمهور المتمثلة في إعداد أماكن لاستراحة المواطنين والاهتمام بالنظافة على اعلي مستوى وذلك لتوفير اقصى درجة من الاستمتاع أما الثاني فهو الاهتمام بصحة الحيوانات خاصتا وان الحديقة تضم العديد من الحيوانات النادرة والحيوانات البرية التى تحتاج إلى طريقة خاصة فى التعامل معها سواء من توفير البيئة المناسبة والاهتمام بتقديم الرعاية البيطرية لان اى خلل يؤدى لعدم إكثار الحيوانات وهو أمر ضرورى لزيادة إعداد الحيوانات وخاصتا البرية التي تكون ثمنها باهظا.
كما نفى الدكتور رجائي وفاة الفيل الثاني وهو "نعيمة" موضحا أن ما يوجد بها هو ماكيت للفيل مشيرا إلى أن الحديقة كانت تضم اثنين من أنثى الفيل حيث توفت كريمة وهى التي كانت مهداه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكانت الوفاة لكبر سنها أما الآن فنعيمة توجد بمفردها في بيت الفيل كما تضم الحديقة عدد كبير من التماسيح سواء فى البحيرة المفتوحة او فى بيت الزواحف.
وأضاف الدكتور رجائي أن جميع حدائق الحيوان الخاصة التي انتشرت في العديد من المحافظات لايمكن ان تؤثر على حديقة الحيوان بالجيزة لعراقتها ولها طابع خاص كما أنها تضم الحيوانات المهددة بالانقراض وذات السلالات النادرة وهو مالا يوجد في اى حديقة أخرى.
فنحن نعمل حاليا على إعادة الرونق والتميز للحديقة فقد ضمت الحديقة حيوان المها العربي 3 ذكور ومثلهم إناث وهي مهددة بالانقراض على مستوى العالم.
كما تم إمداد الحديقة بالدب الروسي فهو أكثر حركة ومتعة خاصة أن الحديقة تضم الدب الامريكى الذى كان يدخل في بيات شتوي وبالتالي لا يراه الجمهور كما أدخلنا العديد من الحيوانات التي تعيش فى البيئة المصرية كالثعلب والغزال وسندخل أيضا الزبرا والسنجاب.