معلومات لا تعرفها عن عيد «شم النسيم»
الإثنين، 17 أبريل 2017 12:00 ص
الاحتفال بعيد شم النسيم يعود إلى ما يقرب من 4700 عام ، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية ، وترجع تسمية شم النسيم إلى الكلمة الفرعونية «شمو» وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة.
الطقوس
الاحتفال بشم النسيم له طقوس معينة، وتقاليد قديمة تمتد إلى آلاف السنين، فالإحتفال به عند المصري القديم كان يبدأ بمهرجان شعبي مع طلوع شمس اليوم، ومازال المصريون يحافظون على تلك طقوس، حيث يقومون بعدة عادات للأحتفال بالعيد لا تتغير من عام إلى عام، ومن أبرز عاداتهم الأساسية في شم النسيم الخروج إلى المتنزهات والحدائق وتحضير الأطعمة المعروفة في هذه المناسبة، مثل تلوين البيض وتجهيز الرنجة والفسيخ والبصل والسردين، وغيرها من عادة يوم شم النسيم في مصر.
ترجع بداية الإحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام 2700 قبل الميلاد، وبالتحديد أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتى الآن، كما أنه يرمز إلى بداية حياة جديدة، وذلك وفقا للجداريات المكتشفة التي تسجل الاحتفال بعيد شم النسيم، ويعود تاريخ هذا العيد إلى عام 2700 ق.م
البرديات القديمة
شعبيا، تعود المصري القديم أن يبدأ صباح هذا اليوم – كما جاء فى البرديات القديمة – بإهداء زوجته زهرة من اللوتس وكان القدماء يطلقون على هذا اليوم عيد الربيع، وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفالا رسميا كبيرا، حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل للغروب مقتربا تدريجيا من قمة الهرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
يبدأ الفراعنة بالاحتفال في الليلة الأولى بمظاهر الاحتفالات الدينية، التي عرفت بـ «ليلة الرؤية»، التي ورد ذكرها في عدد من البرديات التي تُعلن مولد الزمان، ثم يتحول العيد مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب حتى فرعون نفسه وكبار رجال الدولة.
عيد شموش
أطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم «عيد شموش» أي بعث الحياة، وحرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطى إلى اسم «شم»، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله، ويخرج المحتفلون بعيد شم النسيم في جماعات إلى الحدائق والمتنزهات، ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، حاملين طعامهم وشرابهم، ليقضوا اليوم في الاحتفال بداية من شروق الشمس حتى غروبها، فتتزين الفتيات بعقود الياسمين زهر الربيع، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، وتُقام حفلات الرقص على أنغام الناي والمزمار والقيثار، وتصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع.
ويذكر المؤرخون أن هذا العيد هو التقليدي الأقدم والأعظم لكل المصريين، وقيل إن المصريين القدماء يرون أن مجىء عيد شم النسيم يعنى مجىء الربيع وانبعاث الكائنات.
علاقته بالظواهر الفلكية
ترتبط دائما أعياد الفراعنة بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة، ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل، ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب -، ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساء، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران.
ليلة الرؤيا
ويرى بعض المؤرخون أن الاحتفال بعيد شم النسيم كان معروفا ضمن أعياد هليوبوليس ومدينة «أون» وكانوا يحتفلون به فى عصر ما قبل الأسرات، حيث يبدأ الفراعنة بالاحتفال في الليلة الأولى أو «ليلة الرؤيا» بالاحتفالات الدينية، حيث ورد ذكر «ليلة الرؤيا» التي تعلن مولد الزمان وبعث الحياة في أكثر من بردية من برديات الفراعنة، ثم يتحول العيد مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.
وقد توصل العالم الفلكي والرياضي البريطاني «بركتور» إلى رصد هذه الظاهرة، وتمكن من تصوير لحظة انشطار واجهة الهرم في عام 1920م، كما استطاع العالم الفرنسي «أندريه بوشان» – في عام 1934م – تسجيل تلك الظاهرة المثيرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء، اهتم المصريون منذ القدم بعيد شم النسيم اهتمام خاص جدا حتى التاريخ المعاصر.
وأجرى عالم الفلك البريطاني دراسة بدورة الشمس في الأفق في يوم 21 مارس وتحديد مرورها فوق قمة الهرم وقت الغروب، وفي عام 1930 قام بالتقاط عدة صور خلال عشرين دقيقة ابتدأ من الساعة السادسة مساء يوم 21 مارس، وذلك بالتحليق بإحدى الطائرات فوق قمة الهرم وظهر قرص الشمس للعيان، وكأنه يتربع فوق قمة الهرم وظهر ضوء الشمس وكأنه يشطر واجهة الهرم إلى شطرين.
وفي عام 1934 حاول العالم الفرنسي «اندريه بوشان» استعمال الأشعة تحت الحمراء، حيث نجح في إلتقاط عدة لقطات سريعة استغرقت ثلاث دقائق أمكن بواسطتها تسجيل تلك الظاهرة المثيرة التي فسرت حقيقة أسطورة الرؤيا وانشطار الهرم ليلة عيد الربيع.
ورصدت المراجع التاريخية، أن بني إسرائيل نقلوا عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، واتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم، حيث احتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم وأطلقوا عليه اسم «عيد الفصح»، حيث إن «الفصح» كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة رأسا لسنتهم الدينية العبرية تيمنا بنجاتهم وبدء حياتهم الجديدة.