قصر «نعمة هانم».. من مكان لاستقبال الملوك إلى مقر صناعة الجريمة

السبت، 15 أبريل 2017 09:44 م
قصر «نعمة هانم».. من مكان لاستقبال الملوك إلى مقر صناعة الجريمة
قصر نعمة هانم
كتب - أمين أبو عقيل

طراز معماري نادر وقصر تاريخي في ضاحية المرج مقام على مساحة 16 فدان، كانت تقيم فيه الأميرة نعمة مختار عمة الملك فاروق، وأخت الملك فؤاد تحول إلى أطلال نالتها يد العبث والإهمال ليصبح وكرا للمسلحين وتجار المخدرات وقطاع الطرق واللصوص والكلاب الضالة، رغم تقرير اللجنة الدائمة الذي ينص فيه بند رقم 2 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 83 على أن أي مبني متميز سواء كان معماريا أو فنيا أو يمثل مبنى لشخصية تاريخية ويستحق أن يدرج أثراً يتم تسجيله ضمن المباني الأثرية.

هذا الطراز المعماري الفريد كانت تملكه الأميرة «نعمة»، عمة الملك فاروق الذي يقع بمنطقة المرج كانت تأتي له للاستجمام لأن المنطقة في ذلك الوقت كانت ريفية وتحول الآن إلى قصر مهجور ومرتع للبلطجية والمدمنين وقطاع الطرق الذين يستخدموه للحماية، حتى أصبح السكان يخافون من السير بجوار القصر خاصة في المنطقة الخلفية منه.

يحيط بالقصر سور متهالك يمكن لأي شخص اقتحام ودخول القصر بسهولة، داخل سور القصر حديقة يزرعها بعض الحراس الذين أكدوا أنهم حراس للقصر.

بلكونة القصر تؤدي إلى البهو الذي يحتوي على نقوش ورسومات ملونة تحتفظ بجمالها رغم ما طاله القصر من تخريب، ويحيط بالبهو 6 غرف، احتوت أكبر غرفة فيه على حمام به بانيو للاستحمام وتواليت افرنجي يماثل الأنواع الحديثة، وكذلك يجاور الحمامات مطبخين بهم حوضين ورخامة، وكانت الأرض من الباركيه، وأيضا هناك غرفة كبيرة خارج القصر كانت تستخدم كجراج لسيارات الاميرة ولصيانتها.

  أما الدور الثاني به بهو متسع ذات سطح متهالك ومحروق حيث نشب حريق بالقصر منذ عام تقريبا، ولا يحيط بهذا البهو أي غرف بل برجان للمراقبة إحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار، كما يحتوي القصر على بدروم يمتد إلى المرج الجديدة كان يستخدم في دخول وخروج الخدم.

أصبحت كل هذه النقوش والإبداعات الفنية من مسكنا لأمراء مصر وملوكها إلى مسكنا للخارجين عن القانون ومسرحا لتنفيذ الجريمة بشتى أنواعها، هذا ماسرده لنا أحد سكان المنطقة ويدعى جمال عمار، 45 عاما الذي يمتلك محلا  للبقالة بالشارع، حيث قال إنه من مواليد منطقة قصر نعمة وأن القصر كان يعد مزارا للسياحة، وبسبب إهمال الدولة أصبح وكرا للبلطجة، متابعا «ألي عايز يعمل حاجة محدش يعرف حاجة عنه يجي يدخل القصر»، ومؤكدا أن القصر مليئ بالهاربين من العدالة وقطاعي الطرق وأصبح مكاننا يختبئ به كل من عليهم أحكام.

وأضافت عزيزة جمال، أنها تعيش في المنطقة منذ عشرين عاما، ومنذ ذلك الوقت وهناك العديد من المشاكل المرتبطة بالقصر منها العديد من الصراخ وضرب النار التي دائما ما تكون ليلا مما يجعلهم يخافون النزول ليلا خاصة مع زيادة حالات اختطاف النساء وسرقة مجوهراتهم فيه.

كما  التقينا  صلاح عبد الفتاح الذي ولد عام 1934 «أقدم ساكن في المنطقة»، الذي عاصر الأميرة نعمة وكان يسكن بالمنطقة المجاورة للقصر وعن ذكرياته عن القصر، حيث قال إن الأميرة نعمت قامت بدعوة الملك فاروق ابن أخيها عام 1947 الذي ذهب للصلاة في جامع الأشرف بمنطقة الخانكة، وأنهم ذهبوا لاستقباله وكان معه ابنائها إسماعيل بك، وعلاء الدين وابن وزير الحربية التركي الذي كان صديقا لهم، وكان القصر مكاننا مشرفا للمنطقة ومصدرا للجمال، أما الآن أصبح مصدرا للخوف والأذى للجرانة.

 

17909314_1456101337745563_1074366300_n
 
17965562_1456100431078987_496658069_n
 
17965613_1456099567745740_2134116617_n
 
17965921_1456099801079050_785982390_n
 
17974153_1456099844412379_1098810480_n
 
17974632_1456099597745737_124933141_n
 
17974638_1456099821079048_484683582_n
 
17975908_1456192964403067_8048070_o

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق