من «بيوت الشعر» إلى خنادق الإرهاب.. تعرف على الوجه الآخر لـ«جبل الحلال»
الجمعة، 14 أبريل 2017 02:55 م
يتوسط «جبل الحلال» جغرافيا محافظتي شمال وجنوب سيناء، على بُعد نحو 60 كيلو متر جنوب شرق مدينة العريش، ويبلغ ارتفاعه نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث يقع ضمن المنطقة (ج)، التي تعد بمثابة منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل.
تمتد حول «جبل الحلال»، عدة وديان تتجمع بها مياه الأمطار فتنموا الأعشاب بأنواعها الرعوية والعطرية والأعشاب الأخرى التي تستخدم كعلاج للعديد من الإمراض الطارئة والمستعصية، فيما يستغل سكان المنطقة من أهل البادية، غزارة الأمطار في زراعة أشجار الزيتون التي يعتمدون على إنتاجها في الطعام من زيت ومنتجات أخرى.
سكن أهل بادية سيناء «جبل الحلال» وعشقوا طبيعته الجبلية رغم وعورتها فألفوا مناخه وسلكوا كافة دروبه وحفظوها، وألفوا كهوفه ووديانه، وكانوا جنبا إلى جنب قواتهم المسلحة في حروبها مع إسرائيل، لخبرتهم في طبيعة المنطقة المحيطة بالجبل الذي كان يعد من أبرز نقاط المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي عقب هزيمة 1967.
وتعيش بمنطقة جبل الحلال قبائل سيناوية تولت مسؤولية حراسة الجبل وتامين الدروب المؤدية اليه بالتنسيق مع جهاز المخابرات الحربية، وهما قبيلتي الترابين والتياها، كل قبيلة تحكم سيطرتها على جهة من جبل الحلال في تجمعات قروية حول الجبل، واذا ما هبت العواصف وتساقطت الأمطار، ينتقلون للاحتماء في كهوف الجبل.
وظل «جبل الحلال»، مكانا هادئا وملاذا لرعاة الأغنام، حتى خبت رياح الإرهاب الاسود على سيناء خلال عام 2004م وتحديدا في أكتوبر بعد تفجيرات طابا، وهروب عدد من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «التوحيد والجهاد» الذي أسسه الطبيب «خالد مساعد»، وكانت بداية شيطنة جبل الحلال، ومطاردة قوات الداخلية للجبل وحصار لعدة شهور من قبل قوات الشرطة في عملية تطهير للعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «التوحيد والجهاد».
ومع تكرار الهجمات الإرهابية ووقوع انفجارات منتجعا سياحيا بمدينة شرم الشيخ عام 2005، لجأ منفذو العملية إلى «جبل الحلال» وتحصنوا به، ودارت هناك معارك طاحنة بين العناصر الإرهابية وقوات الشرطة انتهت بالقضاء عليهم وتطهيره من تلك الجماعات.
وبعد سنوات من الهدوء الذي عم ربوع جبل الحلال عاد التوتر من جديد خلال عام 2012 وشنت القوات المسلحة هجمات على منطقة جبل الحلال في أعقاب قيام عناصر مسلحة تابعة لتنظم «التوحيد والجهاد»، بقيادة الإرهابي «حمادة أبو شيته»، بقتل الجنود المصريين في رفح في شهر رمضان، في ما عرف بمذبحة رفح الأولى، ضمن نطاق العملية العسكرية «نسر».
وخلال العامين الأخيرين تحصنت عناصر إرهابية تابعة لتنظيم «بيت المقدس»، الموالية لداعش، وشنت قوات إنفاذ القانون من الجيشين الثاني والثالث في عملية نوعية موسعة طهرت خلاله «جبل الحلال» من كافة العناصر الإرهابية التي كانت تتحصن بداخله ومحيطه.