هل سعت موزة لضم السودان إلى مجلس التعاون الخليجي؟

الخميس، 13 أبريل 2017 06:38 م
هل سعت موزة لضم السودان إلى مجلس التعاون الخليجي؟
الشيخة موزة
كتب- محمود على

منذ زيارة الشيخة موزة بنت ناصر والدة أمير قطر تميم بن حمد إلى الخرطوم ولقائها برئيس السودان عمر البشير وتحدثها عن ضرورة تحسين العلاقات بين البلدين، وفتحت للخرطوم أبواب الرزق الخليجية، لقاءات وزيارات ومساعدات واتفاقيات بدأت تلقى على السودان في فترة وجيزة كان أخرها الإعلان عن قرب انضمامها إلى مجلس التعاون الخليجي.

وأن كانت الشيخة موزة لا تتعدى والدة لأمير بلد عضو داخل مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يصعب تأثيرها على باقي الدول الأعضاء التي لها ثقل ووزن داخل المجلس، إلا أن الانفتاح الخليجي الذي ظهر مؤخرًا على السودان يطرح أسئلة كثيرة حول جدواه وأسبابه ودوافعه وهل له ارتباط بزيارة موزة إلى الخرطوم أم لا.

الكثير من الأسباب التي أبدتها الصحف الخليجية والعربية في تناولها للانعطافة الخليجية اتجاه السودان استبعدت دور قطري في المسألة، حيث ركزت الأوساط الخليجية حول أن تحسين العلاقات السودانية الخليجية جاء على خلفية مشاركة السودان الكبيرة والمهمة في التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية.

وطرح آخرون بعدًا أخر وراء التقارب الذي وصل إلى تعهد دول الخليج كافة إلى الموافقة على انضمام السودان إلى مجلس التعاون الخليجي، حيث أكد هؤلاء إن ابتعاد الخرطوم عن المحور الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران على خلفية الأزمة التي اندلعت بين المملكة السعودية وإيران في العام الماضي بعدما اقتحم إيرانيين مقر السفارة السعودية، كان أحدى الدوافع المهمة لدخول الخرطوم إلى عهد جديد في العلاقات مع الدول الخليجية.

وساعدت الزيارات التي قام بها البشير إلى عدد من الدول الخليجية خلال الشهور القليلة الماضية، في استرجاع علاقات «خاصة ومتميزة» مع عدد من دول الخليج العربية، وفي مقدمتها السعودية، التي تقول الأنباء أنها رصدت منحة بخمسة مليارات دولار، لتطوير القدرات العسكرية السودانية، فضلاً عن المساعدات والقروض والاستثمارات الاقتصادية، وعلاقة الخرطوم مع البحرين والكويت جيدة إلى حد بعيد، خاصة بعد زيارات البشير الأخيرة للكويت والبحرين.

وجاء اختتام مناورات ما تعرف بـ«الدرع الأزرق» بين السعودية والسودان في الأيام القليلة الماضية ، لتكون هي الأخرى مهمًا في العلاقات السودانية الخليجية حيث دخلت مدارا جديدا يترجم الوفاق السياسي الجديد بعد سنوات من الجفاء والخلافات، إلى تعاون عسكري وأمني تقول دول الخليج عنه يساعد على الاستقرار في المنطقة.  

لكن بعيدًا عن هذه الدول الخليجية التي تربطها علاقات جيدة قد تكون طويلة الأمد أو مرحلية مع السودان، فأن لقطر علاقات مختلفة شكلًا وموضوعًا مع الخرطوم، لاسيما وأنهما لديهما إستراتيجية وأيدلوجية قريبة في احتضان الإسلاميين، حتى رجح أحدى الدبلوماسيين المصريين الذين عملوا في قطر في السابق أن تكون الدوحة عامل من العوامل المساعدة التي ساعدت على المقاربة السودانية الخليجية وليست العامل الرئيسي، مؤكدًا أن انخراط البشير النشط في حرب اليمن فيما يعرف بعاصفة الحزم كان ضمن الدوافع المهمة لإعادة السودان إلى الحضن الخليجي.

والتقت «موزة» خلال زيارتها إلى السودان الرئيس السوداني عمر البشير منتصف مارس الماضي، ووقت معه 5 اتفاقيات تعاون بين مؤسسة «صلتك» القطرية التي تمتلكها والدة تميم والحكومة السودانية، حيث أبرمت اتفاقية مع المجلس الأعلى للرعاية ومؤسسة التحصين الفكري السوداني وكذلك التنمية الاجتماعية والبنك الزراعي وبنك الادخار.

ويبقى استنتاج أن لقطر دور في ضم السودان لمجلس التعاون الخليجي حتى لو بصفة مراقب محدود، في حين يبقى السؤال مطروحًا والإجابة للجمهور لاسيما وأن الدوحة ترغب منذ فترة إلى توسيع نفوذها في كافة المنظمات الدولية والخليجية والعربية من خلال الاستعانة بحلفائها الإقليميين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق