جلسة «جلد» وزير القوى العاملة بسبب ملتقيات توظيف الشباب الوهمية

شهدت الجلسة العامة التي عقدها البرلمان، برئاسة سليمان وهدان وكيل المجلس، وزير القوى العاملة، محمد سعفان، لمناقشة الوزير حول عدد من طلبات الإحاطة، حالة سخط وجدل واسع بين أعضاء البرلمان والوزير، حيث طالب عدد من أعضاء المجلس، وزير القوى العاملة، بضرورة عمل خطة استثمارية تستطيع الوزارة من خلالها الحد من أزمة البطالة التي باتت متفشية في غالبية البيوت المصرية.

ووصف بعض النواب، الجلسة بـ «جلسة جلد سعفان»، بعد أن وجه النائب سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤن العربية بالبرلمان، كلامه للوزير قائلا: «مشكلة البطالة وتشغيل الشباب أهم وأخطر مشكلة تواجه النواب في دوائرهم، ونعلم أن التشغيل لن يتم في مؤسسات الدولة الحكومية، لكن سيأتي بالاستثمار» مطالبا الوزير بعمل دراسة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار من خلال توزيع جغرافي عادل على المناطق الاستثمارية، لتوفير فرص عمل جادة للشباب.

بينما سخر النائب أحمد همام، من وزير القوى العاملة، ووجه له الحديث قائلا: «هي الوزارة أسمها القوى العاملة ولا القوى العاطلة؟ احنا بنصرف على أولادنا دم قلبنا وفي الآخر مش بيلاقوا شغل، والله الوزير صعبان عليا، هو ما شاء الله طول بعرض وحاجه أُبهة لكن مفيش وزارة »، ثم وجه همام حديثه للنواب، قائلا «لما بندي للوزير طلب مش على مزاجه يقول أنا بنفذ سياسات... فين السياسات؟  ولادنا عايزين يشتغلوا بجد، وكل بيت بقى فيه عاطل واتنين وتلاتة»، إلا أنه طالب وزارة القوى العاملة بوضع خطة سريعة لعلاج أزمة البطالة.

واستمرارا لجلسة «جلد سعفان»، هاجم النائب إيهاب الخولي، أمين سر لجنة الشؤن الدستورية والتشريعية، الوزير قائلا: «نورتنا وشرفتنا في المجلس إنما أسأت لنا في الشارع»، مؤكدا له أن طلبات التوظيف التي منحها الوزير لعدد من النواب، بشأن توفير فرص عمل لأبناء دوائرهم في عدد من القطاعات، لم تقبل لدى أي جهة من الجهات المرسلة إليها.

كما وجه الخولي، سؤال لللوزير قائلا: «هل يعقل أن يحتاج الطلب الموقع منك لتأشيرة موجهة للجهة المرسل الطلب إليها؟» مطالبه بصدق التأشيرات التي يمنحها للنواب، الخاصة بتشغيل عدد من المواطنين في عدد من القطاعات.

كما انتقد عدد من نواب البرلمان عدم وجود خطة واضحة لوزارة القوى العاملة لتشغيل الشباب وتقليل نسبة البطالة، ووصفوا المسابقات وملتقيات التوظيف التي تنظمها الوزارة بالوهمية، حيث قال النائب محمود حسين، نائب بورسعيد، في كلمته للوزير:«احنا بنتكلم عن وظائف ومفيش وظائف، وقاعدين نضحك على بعض، لأن الحكومة أوقفت التعيينات من عام  2010، وكل الإعلانات اللي بتخرج من الوزارة للعمل في القطاع الخاص وهمية»، موجها نقد لازع للوزير، بسبب كون المعينين في قطاع البترول في محافظة بورسعيد ليسوا من أبناء المحافظة وتأتي التعينات من خارج المحافظة».

وعلى الجانب الأخر، أكد النائب علي بدر، أن عدد من المستثمرين لا يلتزمون بالاشتراطات الموجودة في عقودهم مع الدولة لتشغيل أبناء المنطقة وفق امتيازات معينة، فيما قالت النائبة فايزة محمود، إن الاستمارات التي ترسلها الوزارة للنواب وهمية، وأن ملتقيات التوظيف وهمية.

كانت «صوت الأمة» تحدثت الأسبوع الماضي، عن زيف ملتقيات توظيف الشباب التي تقيمها وزارة القوى العاملة في عدد من المحافظات، بالتعاون مع الشركات الخاصة، إلا أن الشباب الباحث عن العمل الجاد، يفاجأ بالكارثة بعد تأكده أن الوظائف التي يتم الإعلان عنها، لا تخرج عن كونها شركات حراسة خاصة أو كول سينتر وبمرتبات متنية للغاية، كما كشفت «صوت الأمة» أن تلك الملتقيات التوظيفية هي عبارة عن إعلان غير مدفوع الأجر للشركات الخاصة.