خرافات تحت الأرض.. عبدة الشيطان بين الشذوذ العقلي والسحر الأسود
الأربعاء، 12 أبريل 2017 07:00 م
لسنا بسحرة أو مشعوذين، ولسنا بجان أو مردة. نحن التابعون المختارون، تابعون لملكوته، ولميثرا وديودونيسوس. تجلَّى ضوء شموسهم في 25 كانون الأول، وماتوا لمغفرة الخطايا، ثلاثة عشر خادمًا وخادمة. نفعل ما نؤمر خاضعين. القرابين من دم الغزال والأطفال تنير نهري الفرات وسبأ. لا نسخِّر الجان بل نحن من سُخِّرنا لخدمة النور الذي تجلى ليكتمل الهرم ليهبط في أيلول معلنًا عن قبول قربان التعبّد".، بهذه العبارات أعلن مجموعة مجهولة الهوية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحة تدعى "تحت الأرض"، عن إيمانهم بالشيطان كأله ووجودهم لخدمته في حكم الأرض.
تلك الصفحة أثارت الجدل وكانت مقصدًا من قبل الجميع ليسبوهم ويلقون عليهم الشتائم التي توصفهم بالكفر والخلل العقلي، لإدعائهم أنهم خدام الشيطان ورجاله في الأرض وتوعدهم لإذلال الجميع وتقديم الضحايا قرابين للشيطان.
لا شك أن هناك بالفعل عبدة للشيطان حول العالم، يعتقدون أفكارًا إرهابية، وقد اختلف المؤرخون في نشأته وبداية ظهوره، فذهب بعضهم إلى أنه بدأ في القرن الأول للميلاد عند "الغنوصيين " وهؤلاء كانوا ينظرون إلى الشيطان على أنه مساو لله في القوم و السلطان، ثم تطور هؤلاء إلى "البولصييين " الذين كانوا يؤمنون بأن الشيطان هو خالق هذا الكون وأن الله لم يقدر على أخذه منه وبما أنهم يعيشون في هذا الكون فلا بد لهم من عباده خالقه إبليس.
وتتباين طقوس الاحتفالات لعبدة الشيطان وفقًا لدرجة التطرف والشذوذ التي يعتقدها المجموعة، فهناك جلسات للبعض منهم يكتفون فيها بتناول المخدرات وشرب الخمر وممارسة العلاقات الغير شرعية، وهناك جلسات أخرى لبعض المختلين يقومون فيها بتعلم السحر الأسود وتدنيس كتب الدين السماوية.
السؤال الذي يطرحه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أصبح يحير الجميع "ماهو الهدف الحقيقي؟"، لترويج مثل هذه الجماعات معتقداتهم وميولهم المختلة داخل مصر، وهو الأمر الذي وصفه بعض خبراء علم النفس أن تلك الأفعال التي يقومون بها ليست إلا خلل نفسي جماعي، مرجحين أن مثل هؤلاء الشباب يعانون من مشاكل أسرية واجتماعية أودت لشذوذ أفكارهم.