«كل يغني على ليلاه».. دول دمرت العراق واليوم تقدم المساعدة
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 07:56 م
تعاني العراق من ويلات الحروب، علي مدار 15 سنة الماضية، منذ الغزو الأمريكي، وحصد أرواح الآلاف المدنيين العراقيين، وتلاها ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي، وارتكاب جرائمه الإرهابية والدموية التي تزيد من تعداد القتلي.

تزامنا مع أعمال العنف والإرهاب الدائرة هناك، أعلنت بريطانيا استعدادها لمساعدة العراق ودعمه في المجالات كافة، بما فيها إعادة أعمار البنية التحتية للمدن العراقـية، وتنويع مصادره الاقتصادية، وباعتبار بريطانيا شريكا في غزو وتدمير العراق، فهل تستطيع انجلترا إعادة بعث الضحايا والقتلى من جديد؟، أم سيدفع العراقيين فاتورة إعمار وطنهم من النفط المنهوب؟.

«122 ألف قتيل ونحو 3 مليون شريد ومفقود، 288 صحفي، 265 طبيبا»، حصيلة ضحايا غزو العراق منذ عام 2003 حتى عام 2014، بحسب ما أعلنته هيئة إحصاء القتلى العراقيين Iraqi Body Count، التي تتطابق مع المصادر الرسمية، ومازال القوس مفتوح لاستقبال مزيد من القتلى والضحايا العراقيين حتى عام 2017.
فاتورة غزو وتدمير العراق شاركت فيها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، التي تراوح عدد القوات الأمريكية في الحرب بنحو 100 إلى 150 ألف عسكري أمريكي، فيما بلغت القوات البريطانية خلال فترة الغزو 46 ألف عسكري، ورغم سحب انجلترا قواتها بعد دخول العراق إلا أنها أبقت نحو 400 مقاتل خلال عام 2009، حسبما ذكرته شبكة «بي بي سي».


فيما برر «بلير»، هو الأخر أن مشاركته في غزو العراق جاء نتيجة تقييمات مغلوطة من الاستخبارات، إلا أن ضميره مازال يؤلمه، معربا عن حزنه العميق لما حدث في العراق بعد التدخل العسكري، جاء ذلك خلال تصريحات أدلي بها للصحفيين العام الماضي.
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما انسحاب القوات الأمريكية من بغداد في نهاية عام 2011، بعد مرور تسعة سنوات، إلا أن الحرب على العراق لم تنته، فظهر فجاءة تنظيم داعش الإرهابي، ليعلن عن قيام الدولة الاسلامية المزعومة عام 2013، ليسيطر علي أجزاء كبيرة من العراق ويستولى على أكبر الحقول النفطية أنذاك.

« 15 ألف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين»، نتاج أعمال العنف في العراق منذ ظهور داعش حتى عام 2015 بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة نقلته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، وأكدت المنظمة أن أعداد القتلى في تزايد تزامنا مع مواجهة داعش.

بعد أكثر من 13 سنة علي الغزو الأمريكي، تنتوي دولا عزمها المشاركة في إعادة تعمير العراق، وتنمية البنية التحتية، رغم أنها كانت سببا في تدميرها، وذلك بدعوة الشركة البريطانية بتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الخدمة الخارجية للبلدين، والمصادقة على مذكرة الشراكة الاقتصادية للاستثمار في العراق، فيما اكتفت أمريكا بتقديم الدعم لمكافحة الإرهاب، بحسب ما ذكرته وكالات.
وتستمر النزاعات والحروب في العراق حتى الوقت الحالي، ولم ير مواطنيها أي تقدم أو استقرار حتى الآن، ويعتقد الكثيرين أن الصراعات ستستمر طويلا، باعتبار العراق ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، التي تمتلك احتياطي نفطي إلى نحو 143.1 مليار برميل، مما يجعلها فريسة للدول الاستعمارية، ولكن في النهاية من سيدفع فاتورة سقوط عشرات الآلاف من القتلى وإعادة بناء الوطن من جديد؟.