في ذكرى ميلاد الــ«الخال».. عبد الرحمن الأبنودي شاعر السيرة الشعبية
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 02:50 مإسراء سرحان
«أنا صوتي مني، وأنا ابن ناس فقرا، شاءت ظروفي إني أكتب وأقرا، فبشوف و بغني، والفقرا بعتنى، ياناس ياهوه، قبل ما أقول قوله، أتأكدوا إن ده صوتي وصدر مني» في ذكري ميلاد«عبد الرحمن الابنودي»، الـ79 التى تحل اليوم، لم نجد كلمات تعبر عن شخصية الخال أكثر من كلمات وصف بها هو نفسه.
اتسمت أشعاره بالروح الشعبية تارة وبالعمق الوجودي تارة آخر، وتحول عدد كبير منها إلى أغان تغني بها كبار المغنين، حملت أغانيه هم الإنسان البسيط، ومشاعره وعواطفه العفوية، تجلياته وانكساراته، فوجد نفسه في الجهة المعارضة، دون أن يفقد الحظوة لدى أبناء الشعب، حتى الذين كانوا يوماً سجانيه.
«من يوم ما عينيكي يا فاطنة بلّت شباك القطر، لسوعتي بدمعك ضهر يدي، قلت لك قبل معوصل عتلاقي جوابي جاي، نهنهتي وقلتي بعتاب: النبي عرفاك كداب» جوابات حراجي القط، من اشهر ما كتب «الأبنودي» وكانت لزوجته «فاطمة عبد الغفار».
أثناء اعتقاله أخذت الشرطة وقتها هذا الديوان. ويقول الأبنودى: «اعتبرت كأني لم أكتبه، وحاولت نسيان الأمر فلم أفلح، وذات ضحى يوم شتائي، هتف بي حراجي لأكتبه، فاندلعت الرسائل متتابعة بِكَرا، كأنني لم أكتبها من قبل. أنجزته خلال أسبوع، ودفعت به إلى المطبعة من دون مراجعة، كأنه تحد لمن اغتصبوا حراجي الأول».
كتب ديوانه الأشهر«وجوه على الشط»، وفي تلك المرحلة وفر له إعجاب الرئيس عبد الناصر بأعماله حماية من بطش «زوار الفجر»، اعتقد السادات أن الأبنودى سيكون صوته، فأعلن رغبته في تعيينه «وزيرا للثقافة الشعبية»، لكن اتفاقية «كامب دايفيد» ألهمت الشاعر قصيدته الشهيرة «المشروع والممنوع»، وهي أقسى نقد وجه إلى نظام السادات، وبسبب هذا الديوان جرى التحقيق مع الأبنودي أمام المدعى العام الاشتراكي بموجب قانون سمي »حماية القيم من العيب».
في عهد السادات بدأ التضييق الأمني على الأبنودي وجرى رفض سفره إلى تونس ليستكمل مشروعه في جمع الهلالية.
ويقول الأبنودي بلهجته الصعيدية الحادة: »في حياتي أخطاء بالغة القسوة، ندمت عليها، لكن فى الشعر لم أندم على شيء، لأن الشعر مقدس، لا يأتي بقرار، هو هبة من الله»، ويتذكر: «عندما كتبت قصيدتي الطويلة (الاستعمار العربي) ضد غزو العراق للكويت، اتهموني بالنفعية والانتهازية، وللأسف، كل ما قلته في القصيدة تحقق فيما بعد».
ولد عبد الرحمن الأبنودى في 11 إبريل 1938م، في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً، تأثر بأغاني السيرة الهلالية، من أشهر أعماله المغناة وكتباتة السينمائية، «عدى النهار، احلف بسماها وبترابها، ساعات ساعات، شارك الدكتور يحيى عزمي في كتابة السيناريو والحوار لفيلم (الطوق والاسورة) عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبد الله و غيرهم».