قطر.. الخاسر الأول في انتخابات فرنسا.. لماذا؟
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 01:07 م
يبدو أن قطر على موعد مع صيف عاصف هذا العام في علاقتها بالدول الأوروبية وخاصة فرنسا، فلا يمكن فصل تصريحات المرشح المحتمل للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون أمس الأحد، حول انتقاده للدوحة عن المستقبل الصعب، الذي ستواجهه استثمارات قطر ونفوذها في تلك البلد الأوروبي الكبير، حيث تعهد مرشح الوسط بإعادة النظر في الاتفاقات التفضيلية لقطر في فرنسا.
وقال «ماكرون» في حوار إعلامي: سأنهي الاتفاقات التي تخدم مصلحة قطر، معتقدًا أنه كان هناك كثير من التساهل وخصوصًا خلال ولاية الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، مُشيرًا إلى أن رئيس الوزراء السابق ومرشح اليمين، فرانسوا فيون تم مهاجمته حول تلك النقطة، وعلى وجه حق.
وأضاف «ماكرون»: «من جهة ثانية، ستكون لدي مطالب كثيرة إزاء قطر والسعودية، في مجال السياسة الدولية ومن أجل أن تكون هناك شفافية جديدة فيما يتعلق بالدور الذي تؤديانه في التمويل، أو في الأعمال التي يمكنهما القيام بها تجاه المجموعات الإرهابية التي هي عدوتنا».
وتابع بأن «في بعض الأحيان، ما يقف عائقًا هو أن التمويل الذي يصل لإرهابيين هو تمويل خاص، وليس من الأنظمة الحاكمة، لكنني سأطلب من هذه الأنظمة القائمة أن تضمن لنا وقف هذه التمويلات».
قطر والأصولية الإسلامية
ويأتي هذا الهجوم في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي الفرنسية إلى أن «ماكرون»، ومرشحة الجبهة الوطنية، مارين لوبان متعادلان في فرصتهم بالصعود إلى كرسي الإليزيه، وتؤكد الاستطلاعات أن ماكرون يعد المرشح الأول الذي سيكتسح منافسته بفارق كبير في دورة الإنتخابات الثانية التي تجرى بعد أسبوعين من الدورة الأولى.
ولم يكن «ماكرون» هو المرشح الوحيد المحتمل للرئاسة الفرنسية، الذي يهاجم قطر ودورها في فرنسا، حيث تعهدت المرشحة الثانية مارين لوبان هي الأخرى بإعادة النظر في علاقتها مع الدوحة في حال فوزها في الانتخابات، وأكدت لوبان في قالت زعيمة حزب الجبهة الوطنية، الممثل لليمين المتطرف العام الماضي، إنها مع قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، معتبرة أن لدى قطر «سلوكًا أكثر غموضًا حيال الأصولية الإسلامية».
قطر واتهامات بمساعدة الإرهابيين
وفي حوار إعلامي لها قبل انتخابات عام 2012 تناولت «لوبان» دور قطر المخرب بشكل محدد في المنطقة، وقالت إن دولة قطر متهمة بتمويل جماعات إرهابية مسلحة في فرنسا بعد الهجوم على مدرسة يهودية في تلك الفترة، موضحة أنها «نددت بسلوك قطر التي ساعدت جهاديين في ليبيا من قبل وأنها تستثمر بكثافة في الضواحي الفرنسية مع نوايا خفية تثير لديها قلقا شديدا».
وقالت «لوبان»: هناك تأثير شديد لدول أجنبية تود نشر الأصولية الإسلامية، وأجد من المدهش للغاية علاقات الصداقة بين الرئيس نيكولا ساركوزي وأمير قطر الذي أجيز له استثمار خمسين مليون يورو في الضواحي الفرنسية، موضحه أن قطر «تستخدم المال في تبني مواقف متناقضة، وأنها تحاول إظهار نفسها أمام الديمقراطيات الغربية على أنها متنورة ومستنيرة، في حين أنها تدعم الجماعات المتشددة».
وأضافت «لوبان» إنه في حال فوزها في الانتخابات فسوف تقطع النفوذ القطري المستشري عن طريق المال والاستثمارات، وأبدت انزعاجها من إعطاء الاستثمارات لقطر على الأراضي الفرنسية، وقالت «لقد سمحنا لدولة خليجية صغيرة أن توجه استثماراتها في باريس، وأعتقد أن ذلك يشكل أمراً خطيراً لا يمكن السكوت عنه».