الداعية النصاب.. استولى على «تحويشة العمر» من الدعاة لتشغيلهم فى المراكز الإسلامية العالمية
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 11:14 ص
النصب فى عالم التجارة والبيزنس، قد يكون أمرا معتادا، والنصاب المحترف غالبا ما يكون دون عمل أو صاحب سوابق، أما أن يكون النصاب من الملقبين بلقب شيخ أو داعية وينصب على أقرانه من الدعاة، فهذا هو الغريب والجديد، حيث استغل شخص يدعى انتسابه لعالم الدعوة الإسلامية والأزهر الشريف، حاجة زملائه من الدعاة البسطاء وتلاعب بأحلامهم البسيطة لتحقيق أكبر نفع مادى ممكن من النصب عليهم.
أحد الدعاة الشباب يعرف باسم «أ.أ» وهو يتبع وزارة الأوقاف، نصحه أحد أصدقائه بالتواصل مع داعية آخر يدعى «م.ر» خرج من مصر منذ فترة، ويعمل داعية إسلاميا فى مدينة إسطنبول بتركيا، ويحصل على مبالغ ضخمة راتبا له عن عمله.
زعم هذا الداعية المصرى الموجود فى تركيا قدرته على تسفير الدعاة المصريين الشباب إلى أوروبا، وبالتحديد إلى المراكز الإسلامية المنتشرة فى العالم للعمل كدعاة بمقابل مادى كبير.
اقتنع عدد كبير من شباب الدعاة بما يقوله الداعية الشاب الثلاثينى، وبدأ عدد كبير منهم يتواصل معه من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وما جعلهم يثقون فيه أكثر هو عدد الصور الكثيرة لهذا الداعية الشاب أثناء وجوده فى مساجد تركية وهو يخطب فى الناس تارة وتارة أخرى وهو يجلس مع عدد من المشايخ البارزين فى تركيا، وقد لعبت هذه الصور دورا كبيرا فى إتمام عملية النصب على بعض الدعاة.
وبعدما بدأ العديد منهم التواصل معه، أعطاهم رقمه فى تركيا، وبدأ يوزع كل متصل به على مراكز إسلامية متعددة فى العالم وكأنه يملكها جميعا، وطالب الدعاة بتجهيز أوراقهم للسفر فى أى وقت، فور حصوله على الموافقة من المركز الإسلامى الذى رشح أحدهم له.
ورغم تأكيده فى البداية أن ما يفعله خدمة منه لهؤلاء الدعاة، فإنه فجأة طالبهم بتحويل مبالغ مالية بحجة تسهيل عملية تسفيرهم للخارج وبدعوى أنه فوجئ بأن إرسال أوراقهم لتلك المراكز والمنظمات يحتاج بعض العملة الصعبة لشراء بعض الأوراق والمرفقات التى تطلبها تلك المراكز، وجمع مبلغا ضخما من الدولارات منهم، ثم تنصل ممن دفعوا له، وبدأ يسوّفهم، وكل يوم يأتيهم بحجة جديدة عن سر تأخيره فى تسفيرهم إلى المراكز الإسلامية الأوروبية التى وعدهم بالعمل فيها.
وبسبب هذا التسويف المستمر من الداعية الشاب، قدم عدد من الدعاة المنصوب عليهم بلاغات ضد هذا الداعية بتهمونه فيها بالنصب، وظهرت بعض الحملات داخل أوساط الدعاة تحذرهم من الداعية الشاب النصاب.
«صوت الأمة» حاولت التواصل مع الداعية المتهم بالنصب إلا أنه لم يرد، ورفض عدد كبير من الدعاة المنصوب عليهم الإفصاح عن أسمائهم على أمل أن يحن عليهم بإعادة أموالهم التى تعد بالنسبة للبعض منهم «تحويشة العمر».