السعادة
الإثنين، 10 أبريل 2017 08:46 مخالد عبدالغفار
إنها ضالة البشرية منذ الأزل!
هل السعادة فى المال، أم فى السلطة، أم فى الرفاهية، أم.. أم..؟
كيف يمكن للإنسان أن يصل للسعادة فى عمله، فى زواجه، فى علاقاته مع الآخرين؟
وهل بيد كل منا أن يكون سعيدا، أو أن يصير تعيسا؟
الإجابة تكمن فى الرضا، ولا يتحقق الرضا إلا بأحد أمرين فطرة سليمة نقية، أو حكمة بالغة.
أما الفطرة فهى منحة لا تفرق بين أمير وغفير، يولد بها صاحبها فيدرك بوجدانه ما يعجز الفلاسفة عن إدراكه من معان ٍ للحياة وعرفان لمباهجها، نفسه وروحه متسقتان، متناغمتان، يجد فى المحنة منحة ويبزغ نور الأمل لديه من قلب الألم.
أما الحكمة وهى كذلك منحة ولكنها لا تمنح إلا لمن هو مستعد لتلقيها، مَن جرّب النقيضين فاستحسن الحسن واستقبح القبيح، مَن سمع وقرأ، ثم قرأ وقرأ فتجرد من الأنا، وأعدّ قلبا واعيا بصر به كنه الوجود، فأدرك أن كل خطب مهما عظم فمآله إلى زوال، ولن يبقى له منه إلا ما قدم فيه، فتسكن نفسه ويهدأ طبعه ويستقلل علمه، فيجد أن الوسيلة لغاية ما، ما هى إلا غاية فى ذاتها فيحسن أكثر وأكثر من نفسه ومن محيطه، فيصل للرضا.
والخلاصة من ظن أنه وجد السعادة فى أمر فآثر نفسه به، فقد أهلكها ومن رمادها يشب فى قلبه البؤس والتعاسة، أما مَن تجرد من الأنا وأنفق السعادة يمنة ويسرة، فسيرجع له ما أنفق أضعافا.
وقد استقر فى الوجدان الشعبى هذا التساؤل الذى صوره أبو السعود الإبيارى على لسان إسماعيل ياسين، ملخصا القضية فى وجدان البسطاء عندما قال:
كلنا عاوزين سعادة.. بس إيه هى السعادة ولا إيه معنى السعادة؟!
قوللى يا صاحب السعادة تبقى فين هى السعادة قوللى.. قوللى؟
مدير إدارى