نضحك إزاى.. والصورة مُرة

الإثنين، 10 أبريل 2017 08:43 م
نضحك إزاى.. والصورة مُرة
فيس بوك
شيماء خميس

انتشرت على موقع الفيسبوك صورة لمصريين يستقلون إحدى عربات مترو الأنفاق، تُعساء يملأ الحزن والشقاء ملامحهم، كنت أتمنى أن أكتب كلمات تبعث الأمل- الذى أتمسك به دوماً- لكن أى أمل هذا بعد سماع خبر اغتصاب طفلة تبلغ من العمر عامين، والتحرش الجماعى بشابة فى الزقازيق ومحاولة اغتصاب مُسنة فى الثالثة والستين يوم تكريمها فى عيد الأم!
تشريعات مليئة بالثغرات، عقوبات غير رادعة، قانون لا يُنفذ، ولوم دائم للمجنى عليهن، والنتيجة أن مصر أصبحت تحتل المرتبة الثانية فى التحرش بالنساء بعد أفغانستان، طبقا لدراسة أجرتها واشنطن بوست، كما أعلن المركز المصرى لحقوق المرأة أن 83% من المصريات يتعرضن لشكل من أشكال التحرش بصفة يومية، وبالنظر إلى تعليقات المصريين على تلك الحوادث، سنجد أن المشكلة ليست فى الجناة فقط، لكنها فى المجتمع ككل، الكثيرون يبررون للجانى ويصوبون ألسنتهم كالسهام على الضحية: «وهى ليه تنزل متأخر»، «لو محترمة محدش هيكلمها»، «مفيش واحدة متربية تلبس كده»، «بناتنا بينزلوا ومحدش بيكلمهم»، وأخيرا «كانت لابسة فستان قصير»، فقد بات فى وطننا أن حلم ارتداء فستان جريمة عقوبتها الانتهاك!
لكن هل يعلم هذا «المبرراتى» أنهم يتحرشون بالمنتقبة والمحجبة وغير المحجبة والمحتشمة وغير المحتشمة، والطفلة والشابة والمُسنة، داخل المدرسة والجامعة والنادى والشارع والعمل، والمتحرش قد يكون أستاذا بالجامعة أو «صايع». كل هذه المبررات واهية، ولا يوجد سبب للتحرش إلا احتقار الرجل للمرأة، وانعدام أخلاقه وازدواجية المعايير واختلال القيم، فكثير من الأهالى الذين دفعهم الغضب لحرق منزل مُغتصب الطفلة - ضاربين بالقانون عرض الحائط- سيبررون للجانى فى حوادث أخرى ويلقون بالتهم على ضحيته.
كنت أتمنى أن أقول لكم «اضحكوا عشان الصورة تطلع حلوة»، ونحقق أمنية الفنان أحمد زكى فى ذكراه الـ 12 لكن الصورة مُرة.. أفيقوا قبل فوات الأوان، فلن تستطيعوا بناء هذا الوطن إلا عندما تسير المصرية فى وطنها آمنة لا تخشى كل رجل يمر بجانبها.
وليسمح لى كل «مبرراتى» أن أصدمه: زوجتك وابنتك وأختك وأمك الفضليات المحتشمات يتعرضن للتحرش يومياً قولا وفعلا ويخفين الأمر عليك خوفا من أن تتهمهن أنهن المذنبات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق