رد من رئيس جامعة القاهرة

الإثنين، 10 أبريل 2017 08:07 م
رد من رئيس جامعة القاهرة
جابر جاد نصار

فى شهر مارس عام 1827 أصدر محمد على، والى مصر، فرمانا بإنشاء قصر العينى ولم يكن يدر بخلده أنه بعد مائة وتسعين عاما سيكون مؤسسة عظيمة تحتل هذه المكانة فى عقل ووجدان وضمير الشعب المصرى، وفى غمرة استعداد الكلية للاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على كل مصرى طالعتنا جريدة «صوت الأمة» فى شهر مارس وهو التاريخ الذى شهد إنشاء قصر العينى بمقالة صادمة تحت عنوان «مغامرة فى قصر العينى» وهو تجاوز لكاتبة المقال يعاقب عليه القانون ويضعها تحت طائلة المسئولية الجنائية عندما قامت بانتحال صفة طبيب والكشف على عورات المرضى دون وجه حق ووصف العلاج لبعضهم، كما كشفت عنها الصور التى احتوتها المقالة، ووصفها لهذا الفعل بأنه مغامرة، وبأنها نجحت فى اقتحام قلعة منيعة يصعب اقتحامها.
 
وهنا أقول للصحيفة وكاتبة المقال، نعم قصر العينى هو قلعة ولكن قلعة للرحمة والإنسانية يقصدها الملايين سنويا لم يغلق بابه أبدا أمام مريض، لجأ  إما للتردد على عيادته الخارجية لإجراء الفحوصات الطبية أو إجراء التدخلات الجراحية سواء فى أوقات السلم أو أوقات الأزمات أو طالب علم وهى رسالة وأمانة تحملها بكل إخلاص وتفانٍ عبر السنون، حيث إنه المستشفى التعليمى والحكومى الذى لا يغلق أبوابه أمام المصريين فى حالة اكتمال درجة الإشغال، وتؤكد الأرقام حجم العمل، حيث يستقبل سنوياً 2 مليون مريض وإجراء 72000 عملية جراحية وعدد أسرة 5620 سريرا وتضم كتيبة العمل 4000 عضو هيئة تدريس و2500 طبيب و1800 ممرض و11000 من العاملين بمختلف تخصصاتهم، فضلا عن عدد الطلبة 6000 بالفرق المختلفة يتواجد منهم داخل الأقسام الإكلينيكية بالمستشفى للتدريب 3000 طالب وعدد 18000 طالب للدراسات العليا، وتتعدد منشآت قصر العينى موزعة على 14 مستشفى، وقد صُمم المبنى الرئيسى على شكل أجنحة إقامة علاجية يربطها طرقة تسمى «طرقة التخديم» بطول 1200 متر بأربعة أدوار متكررة.
 
وعند سردى لهذه الحقائق وتلك البيانات لا أقصد سوى إيضاح الصورة الكاملة للعمل والمجهود الذى يبذل، فضلا عن أن منشأة بهذا الحجم لا يصح أن ينطبق عليها وصف قلعة منيعة كما وصفتها كاتبة المقال ولكن قصر العينى يسع قاصديه فى العلاج والعلم ويرحب بأى نقد بناء فى ظل التحديات التى تواجهه من نقص فى الموارد وضعف الإمكانيات.
 
وسيظل قصر العينى دائما أبوابه مفتوحة أمام جموع الشعب المصرى وأمام طلابه الذين يفدون إليه من جميع أنحاء مصر والوطن العربى ودول العالم.
ولكن تبقى كلمة أخيرة أوجهها للصحيفة وكاتبة المقال وكل مهتم بالشأن العام لمصلحة مَن الإساءة لمؤسسات الدولة وإظهارها بهذا الشعف وهذا الوهن؟.
فضلا عن أنه يتعين بيان الآتى:
أولا: قصر العينى ليس ثكنة عسكرية حتى يتم تفتيش الداخلين والخارجين خاصة فى أوقات الزيارة التى يتوافد فيها على قصر العينى الآلاف من المرضى ومن أسرهم، كما أن العشرات من الأطباء من وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية الأخرى فى الأقاليم يحرصون على حضور المرور الدورى للأساتذة الكبار فى كل التخصصات يوميا، ولذلك فإن دخول الصحفية وهى تدعى أنها طبيبة وتلبس بالطو الأطباء وتستخدم أدواتهم أمر لا يستلفت النظر ولا يترتب عليه اتهام المنظومة بالتقصير.
ثانيا: أن الصحفية فى تقريرها كان يمكن أن تحرص على كشف أى سلبيات وهو ما كانت الجامعة والمستشفى أن تتعاطى معها، ولكنها قامت بانتحال صفة طبيب وهى جريمة جنائية كاملة.
ثالثا: أن الصحفية قامت بالتصوير مساءً فى قسم الروماتيزم وهو قسم ليس به حالات طارئة ولم ترصد فيه أى إهمال أو تجاوز فى تقديم الخدمة الصحية ويتضح ذلك من حيث أن الأسرة نظيفة والستائر والأرضيات كانت بحالة نموذجية، كما أن الجالس على الأرض ليس مريضا ولكنه مرافق لمريض.
رابعا: أن الصحفية قامت كما توضح الصور بتعرية مريض فى الصالة كان ذاهبا إلى غرفة الأشعة وبصورة تمثل انتهاك الخصوصية ولا يسمح بها حتى للطبيب الحقيقي.
 
وأخيرا، وأن جامعة القاهرة وهى تقدر الصحافة وتعمل بشفافية فإنه يؤلمها أن تتغاضى «صوت الأمة» عن كل الإنجازات التى تمت فى ملف قصر العينى على مدار السنوات الثلاث الماضية وفى وقت صعب وهو تطوير يشهد به القاصى والدانى.
ولذلك فإن جامعة القاهرة تدعو «صوت الأمة» لكى تقوم بجولة حقيقية ترصد فيها هذا التطوير الذى تم لصالح خدمة المرضى الفقراء مجانا.
إن قصر العينى سيظل هو بأساتذته والعاملين فيه قلعة الطب فى مصر والشرق الأوسط، ورغم الظروف الصعبة التى يعمل فيها.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
رئيس الجامعة
أ. د. جابر جاد نصار

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة