اسطنبول كلمة السر.. كيف هيأت الإخوان المناخ لتنفيذ العمليات الإرهابية؟
الإثنين، 10 أبريل 2017 09:09 م
تخرج جماعة الإخوان دائما، أمام المجتمع الدولي، لتزعم عدم انتهاجها للعنف والإرهاب، وتكون ذريعتها في البيانات التي تخرج وقت حدوث الأعمال الإرهابية لتدينها، لكنها تتناسى نقطة مهمة، وهي تهيئة المناخ لتنفيذ العمليات الإرهابية.
لعل التحريض المستمر سواء من شيوخ الإخوان المقيمين في تركيا، أو عبر قنواتها التي تبث من اسطنبول، أبرز العوامل التي تدفع العناصر الإرهابية لتنفيذ عملياتها خاصة الفتاوي التي تصدر من شيوخ التنظيم سواء أعضاء باتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أو قيادات سلفية موالية للإخوان في الخارج.
التحريض الدائم على مؤسسات الدولة والمساندين لها، وكذلك تحريضهم على الأقباط، يعد أبرز العوامل التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية واستهداف الأقباط، ثم تخرج الجماعة بعدها لتزعم أنها بعيدة عن العنف.
توزيع أدوار، هذا المصطلح هو ما يمكن إطلاقه على العلاقة بين الإخوان، والحركات المنفذة للعنف والإرهاب، ففي الوقت الذي تعترف فيه حركات عنف مسلحة على غرار «لواء الثورة» و«حسم»، ارتباطها بالإخوان، تخرج قيادات إخوانية لتعلن عدم علاقتها بهذه الحركات، إلا أنه في النهاية، تم اكتشاف العلاقة بين الإخوان وتلك الحركات التي تعد اللجان النوعية للجماعة التي شكلها محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الإخوان الذي أعلنت وزارة الداخلية قتله.
ويقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الإخوان باعتزالها المشهد السياسي وتبنيها الحلول الصفرية الوجودية فإما السلطة أو الصراع والمواجهة أخذت مجمل الحالة الإسلاموية إلى خندق الصراع مع الدولة ومؤسساتها ومع المجتمع المصري، وبذلك هي هيأت الجو لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية.
ويؤكد، أن الإخوان قدمت نفسها للتنظيمات التكفيرية المسلحة كسند لها في السلطة مستفيدة هي الأخرى منها في مواجهة التيارات السياسية القائمة ومؤسسات الدولة وبعزلها عن الحكم أعطت الضوء الأخضر لبدء الصراع والصدام المسلح سواء من تشكيلات من داخلها أو من تنظيمات مسلحة قائمة.
ويضيف «النجار»، أن هناك منافع ومصالح متبادلة وتبادل أدوار بين الإخوان، وداعش، والقاعدة في سيناء، فخلايا الإخوان المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم» بعملياتها في الوادي والدلتا تخفف الضغط عن داعش والقاعدة في سيناء، واستهداف الخلايا الإخوانية لمؤسسات الدولة وجهاز الشرطة يمنح الفرص لداعش لاستهداف المدنيين والأقباط في ظل صراع الأجهزة الأمنية مع أكثر من جهة، وبدلا من أن يكون الصراع والحرب محصورة في نطاق جغرافي ضيق صار الصراع متشعب وموزع جغرافيا في نطاق كل أطراف البلاد بفضل ما تقوم به خلايا الإخوان العسكرية من عمليات أتاحت بطبيعة الحال المساحات والفراغات الأمنية التي تمدد خلالها داعش وتمكن من ترجمة حضوره خارج سيناء بعمليات نوعية كبيرة ومؤثرة.
ويتابع: الإخوان تمنح كل حلفائها المبررات السياسية والدينية للصراع مع الدولة بزعم وصفها دولة كافرة تضطهد الإسلام وممثليه مقابل تدليل المسيحيين والانحياز لهم بحسب زعم الجماعة وبحسب ما يروجه قادتها خاصة وجدى غنيم وغيره.