خطوات إبليس من التكفير إلى التفجير.. «داعش» تستدعي مجلس الحرب لقطع رأس الشيطان
الإثنين، 10 أبريل 2017 03:31 م
«الدم المسكوب على جرح الوطن الملتهب».. توصيف دقيق لحالة الحزن العام الذي خيم على سماء القاهرة ليلة أمس التي تلونت بلون الدماء الطاهرة التي سالت بتطاير أشلاء ضحايا تفجيرات إرهابية يوم أمس في يوم فرح وتعايش لتتجمع هذه الأشلاء في قلوب المصريين الحزينة، وهي دماء طاهرة سالت على طريق الوحد الوطنية.
الفكر الإرهابي الذي يبدأ بتسطيح الإسلام لإخفاء بواطن وسطيته، وإظهار التفسير الخاطئ للنص والاستدلال في غير الموضع الصحيح عمدًا للدفع بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان، فمن خطأ التفكير إلى استحلال دماء البشر إلى التكفير ثم التفجير، لإحلال مجتمع الدم محل مجتمع التعايش، سيرا في درب الشيطان، وخطوات إبليس في مجتمع الدم من التكفير إلى التفجير.
منهج القوة القهرية الغالبة الذي اتخذته «داعش» المتطرفة لا يواجه بمنطق الفكر بالفكر، بمنطق السيف بالسيف، لأن السيف أصدقاء أنباءً من الكتب، ومنطق القوة لا يرد عليه إلا بالقوة، ما دعا إلى تشكيل واستدعاء مجلس حرب على «الدواعش» لمواجهة داعش وأخواتها، وذلك بقرار رئاسي مصري، تحت مسمي المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، ويضمن قيادات عسكرية، وأمنية، ومخابراتية، ودينية لوقف الزحف الدموي على البشرية.
الأزهر يعزي في الشهداء، وشوارع المحروسة تضج بكاءً، وصلوات الرحمة بالمسجد والكنيسة، وتعالي أصوات المآذن والقباب وأجراس الكنائس، وزحام الجنائز وإختلاط دماء عماد الركايبي الضابط المسلم البطل وزميلتيه الشهيدتين بدماء مينا ودانيال، وأطفال لم يبلغوا الحلم، ولم يستكملوا حلم اللعب مع أقرانهم زادت الألم ألمًا والنيران لهيبا لكنها جمعت أشلاء الشهداء المتطايرة في قلوب المصريين، كونها دماء زكية أهدرت على طريق الوحدة الوطنية، لتنزل بردًا وسلامًا على قلوب المصريين الصابرة والمجروحة بجرح الوطن في اختبار صعب زاد الوطن وحدة.
وينتهج الفكر الشاذ المتطرف منهج وخطوات إبليس، بداية من التغرير إلى التسطيح في التفكير، ثم التكفير لاستحلال الدماء وصولًا إلى التفجير، أملًا في تطهير مجتماعات مستقرة من أبنائها وإحلال مجتمعات دموية محل مجتمعات التعايش.
داعش لم تكتسب أنصارًا ولا مدافعين بقدر اكتسابها معاديين وتضييق الخناق عليها، حيث تحولت الساحة المصرية إلى مشهد تكاتف ووحدة في مواجهة من يستهدفونه على أساس مبدأ أكون أو لا أكون، لتقف داعش ودول تدعمها متهمة وحدها في العراء وفي صحراء مكشوفة تنتظر إمطارها بالزخيرة الحية تأديبًا لها على النيل من مجتمع آمن مستقر.
وفي صباح وظهيرة اليوم الاثنين، توجهت وفود المحافظات والمؤسسات الكبرى على رأسها الأزهر، لأداء واجب العزاء في الشهداء، والمشاركة بالجنائز المهيبة التي خرجت من المساجد والكنائس.
حيث توجه وفد من جامعة الأزهر لتقديم واجب العزاء في ضحايا حادث تفجير كنيستي طنطا والاسكندرية.
يضم الوفد الدكتور أشرف عطية نائب رئيس الجامعة والمحاسب أحمد عباس أمين عام الجامعة والدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين والدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة والدكتور سعيد عطيه عميد كلية اللغات والترجمة والدكتور سعيد عبدالعال عميد كلية التجارة ولفيف من السادة الأساتذة والعلماء.
فيما أعلنت المملكة العربية السعودية، تضامنها مع مصر في مواجهة داعش، تمثل ذلك في عزاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في ضحايا الحادث وإدانته من قبل الهيئات السعودية المحلية الكبرى، والهيئات العالمية التي ترعاها السعودية ومنها رابطة العالم الإسلامي، ووكالة الأنباء الإسلامية اللذان تدافعا خلف الموقف المصري لدعم القاهرة في مواجهة إرهاب داعش، وكذلك الجامعة العربية والدول الأعضاء، و المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تزامن ذلك مع إدانات ومساندات محلية وإقليمية وعالمية للموقف المصري في مواجهة هذا العدوان، لتجريد داعش وأخواتها من أي دعم أو مساندة في منهجه الدموي.