الساعات الأخيرة في حياة «أمنية» شهيدة المرقسية

الإثنين، 10 أبريل 2017 06:00 ص

«أمنية» شهيدة المرقسية

كتب - إسلام ناجي

شعرت ابنة عروس البحر المتوسط أن ساعاتها المتبقية في الحياة معدودة، فاتفقت مع صديقتها المقربة على التجهيز ليوم طويل تقضيه برفقة زميلاتها في الدراسة والعمل؛ ليجتمعن معًا مرة أخرى بعد أن فرقتهن مشاغل الحياة ومسؤولياتها، وبعد قضاء يوم لا يُنسى، ودعت «أمنية» صاحباتها للمرة الأخيرة دون أمل في اللقاء، وعادت للانهماك في عملها الشاق مرة أخرى.

مرت الأيام سريعًا، ليزيد إحساس «أمنية» باقتراب أجلها حتى كانت رسالتها الأخيرة على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، في الليلة التي سبقت استشهادها، بمثابة رسالة للعالم من بعدها تحمل بين طياتها سبيل الراحة فى الحياة الدنيا، قائلة: «أكرموا من تحبون بكلمات جميلة، وأفعال أجمل، أرواحنا خُلقت لِفترة من الزمن، وسترحل، ابتسموا، وتناسوا أوجاعكم، فهي دنيا وليست جنة».

وقد استشهدت عريف الشرطة أمنية رشدي من قوة تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، فى تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الأحد، إثر حادث انفجار بالكنيسة الذي تزامن مع احتفالات أسبوع الآلام، أثناء قيامها بواجبات عملها الذي أقسمت بأدائه على أكمل وجه عقب تخرجها من دفعة الشرطيات درجة أولى قبل خمس سنوات، وكما عُرف عنها الأمانة والصدق والاجتهاد طوال فترة دراستها، بشهادة جميع زميلاتها من عناصر الشرطة النسائية.