الأب يودع ابنه بصمت والأم تصرخ يسوع الخلاص
الإثنين، 10 أبريل 2017 04:28 ص
جلس الأب المكلوم القمص دانيال، أحد كهنة كنيسة مارجرجس طنطا، أمام مشرحة المستشفى الجامعي، بملابسه الكهنوتية البيضاء التي لطخت بالدماء أثناء محاولته هو وزوجته الدكتورة جوزفين إنقاذ ابنه بيشوي الطالب بالسنة النهائية بكلية طب طنطا، والذي أصيب في أحداث انفجار كنيسة مارجرجس، ليشهد العالم على هذه المذبحة التي صنعها مجرمون لا دين لهم.
وفي صبر وإيمان وصمت تلقى خبر وفاة ابنة فأخذ يتلو الصلوات على روح ابنه، فكان إيمانه عميقًا وحزنه كبيرًا، بينما أخذت الأم تصرخ حزنا على ابنها وهو يحاول تهدئتها أمام الآلاف من أهالي طنطا الذين حضروا مسرعين للتبرع بالدم مسلمين ومسيحيين.
كان المنظر يثير الدموع في عيون كل من شاهد هذا المشهد الحزين، فبعد أن ودعوا ابنهم الوداع الأخير استعد القمص لمراسم الجنازة في موكب حزين، فسيارات الإسعاف تحمل 30 شهيدًا، ضحايا تفجير كنيسة مار جرجس، إلى كاتدرائية مار جرجس.
جلس القمص دانيال بالصفوف الأولى للصلاة على أرواحهم في القداس الذي قام به الأنبا بولا أسقف الغربية، في مشهد حزين انتهى بدفن الشهداء بفناء الكنيسة تخليدا لذكراهم.