3 رسائل للإرهاب من تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية
الأحد، 09 أبريل 2017 08:44 م
رغم بشاعة الحدث وعدد الضحايا الذين سقطوا اليوم فى تفجيرات كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، إلا أن توابع التفجيرات وما سبق من ضربات أمنية موجعة لتنظيمات الارهاب تؤكد أن المولى سبحانه وتعالى حما مصر ونجاها من موجة عاتية من تفجيرات موجعة في أكثر من مكان وتجمع للمصريين سواء مسيحيين أو مسلمين وفي توقيتات متزامنة.
الكارثة الكبرى التى نجا الله منها مصر هي كنيسة مارمرقص بالأسكندية حيث كانا الباب تواضروس يؤدي إحدى الصلوات بالداخل في مناسبة «أحد الشعانين»، وكان المستهدف هو دخول الإرهابي- الذي تم توقيفه فاضطر إلى تفجير نفسه في القوة الأمنية البطلة والشجاعة- إلى داخل الكنيسة ومحاولة القيام بعملية اغتيال للبابا.. وهي العملية التي- لو قدر الله- إن تمت لدخلت مصر في نفق مرعب وسيناريو كابوسي لا يعلم تفاعلاته وتداعياته الخطيرة جدا على مصر سوى الله وحده.
رغم الحزن والآلام اليوم.. فلم ينجح الإرهاب الدولي المنظم والممول والمدرب من تحقيق أغراضه وأهدافه ورسائله.. فقد حاول من خلال ما كان مخطط له اليوم من عملية تفجيرات واسعة في عدة أنحاء من مصر أن يبعث بعدة رسائل في اتجاهات مختلفة وفي توقيت غاية في الحساسية.
فتفجيرات الكنيستين تأتي والرئيس السيسى قد عاد من رحلة ناجحة بكل المقاييس، سياسيا واقتصاديا من الولايات المتحدة الأميريكية وحصل فيها على الدعم الأميركي الكامل في مواجهه الإرهاب، ولذلك أراد من يقف ويمول ويدعم الذئاب المنفردة أو الكلاب الضالة من المرتزقة والمأجورين أن يفسد هذه الزيارة ونتائجها المبهرة والرد على التنسيق المصري الأميركي والرد على ترامب، وعلى تقرير الخارجية الأميركية الأخير بأن مصر دولة آمنة. وهذه هي الرسالة الأولى.
الرسالة الثانية هي محاولة إثبات الوجود الفاشلة والإيحاء للرأى العام الداخلي والعالم الخارجي بأن التنظيمات الإرهابية ما زالت موجودة وقادرة على زعزعة الأوضاع الداخلية وعدم استقراراها رغم الضربات الأمنية الناجحة خلال الأيام الماضية ضد خلايا الارهاب في عدد من المحافظات، والسيطرة شبه الكاملة لقواتنا المسلحة على العريش وجبل الحلال الذي كان مرتعًا وملاذًا آمنًا للعناصر الإرهابية، والشيخ زويد وقضم ظهر الارهاب هناك، فأراد الانتقال إلى الدلتا وحتى بعيدا عن القاهرة والجيزة. ولذلك جاءت المحاولات الإرهابية اليائسة ردا على الضربات الأمنية الموجعة.
الرسالة الثالثة هي الاستماتة لإفشال زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس المقررة يوم 28 و29 أبريل الجاري وهي الزيارة التي لها دلالات سياسية ودولية كبيرة وإشارات إيجابية على سمعة مصر وحالة الأمن والاستقرار داخلها وبالتالي تدفق وعودة السياحة مرة أخرى.
إن ما تواجهه مصر الآن وشعبها هو موجة جديدة من محاولات كسر إرادة المصريين وإخضاع القيادة المصرية الجديدة منذ 30 يونيو 2013، ومحاولة شق الصف والوحدة والاصطفاف الوطني منذ حادثة الكنيسة البطرسية التي استشهد فيها 29 شهيدا ومحاولة تخفيف الضغط على الإرهاب المتمركز في بعض المساحات الصغيرة في شمال سيناء، باستهداف الكنائس والمنشآت والتجمعات المسيحية والإسلامية وإشعار الأشقاء الأقباط بأن الدولة عاجزة عن حمايتهم وبالتالي تحريضهم ضد الرئيس والدولة وبث الفتنة الطائفية بين المصريين، وإرباك الأجهزة الأمنية، وإحراج النظام السياسي، واستعداء الخارج والدول الغربية عليه، بحجة حماية الأقليات في مصر، حتى تدخل الدولة المصرية في حالة صراع مع هذه الدول.
ما حدث اليوم يؤكد صحة وسلامة الدعوة المصرية لعقد مؤتمر دولي ضد الإرهاب لتوحيد العالم ضد كل من يمول ويتبنى ويرعى ويحتوي الإرهاب بكافة أشكاله.