العميدة نجوى الحجار.. أولى شهيدات الشرطة
الأحد، 09 أبريل 2017 05:02 مكتب- اسلام ناجي
بقلب ثابت، ونفس شجاعة نفذت العميدة نجوى الحجار آوامر تأمين الكنيسة المرقسية، ضمن الشرطة النسائية، فارتدت بدلتها الميري وحملت سلاحها، وتوجهت برفقة القوة المصاحبة لها إلى الكنيسة بمنطقة الرمل لتقوم بعملها، بعد أن قرأت الفاتحة ورددت الشهادتين، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تقدم أحد العناصر الإرهابية محاولًا إقتحام أبواب الكنيسة، وتفجيرها بواسطة حزام ناسف حال وجود قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية داخلها، لترأس الصلوات.
تصدت «الحجار» وزملائها من أفراد الخدمة الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة، ومنعوا الإرهابي من تحقيق هدفه، فقرر الإنتقام منهم جميعًا، وفجر نفسه، لتصعد روحه الخبيثة إلى ربها فيحاسبها على ما فعلت، وترتقي أرواح شهداء الشرطة لبارئها فيثيبها خيرًا عما قدمته لغيرها، وكزملائها الأبطال نالت العميدة نجوى الحجار منزلة الشهداء الأبرار لتكون بذلك أولى شهيدات الشرطة النسائية بتاريخ وزارة الداخلية، وتجاور نجلها الشهيد مهاب عزت.
ولدت العميدة سنة 1963 لأسرة وطنية تسعى لخدمة وطنها، حتى لو بذلت الطيب والنفيس في سبيل ذلك، فنشأت وفي قلبها إيمان بالدور الجليل الذي يقوم به ضباط وزارة الداخلية، وتمنت الإلتحاق بكلية الشرطة لتكون عنصرًا فعالًا في مجتمعها، وتتمكن من خدمة أبناء الوطن، لتحقق حلمها عام 1983، وتقضى 4 سنوات تتدرب على إرساء قواعد الأمن والأمان، فظهر تفوقها ونبوغها حتى تخرجت عام 1987م، وأصبحت عضوًا فعالًا في الوزارة، وعملت بالعديد من المواقع الشرطية، وتدرجت في المناصب حتى حصلت على رتبة عميد.
تزوجت «الحجار» من اللواء عزت عبد القادر مساعد مدير أمن البحيرة، ليرزقهما المولى بولدين أصحاء معافين، أكبرهما النقيب "محمود" معاون مباحث مينا البصل، والآخر هو الشهيد "مهاب" الذي عمل فور تخرجه قبل عامين في سيناء، ليستشهد هناك، وتتشرب رمال أرض الفيروز دماءه، وعملت العميدة بحرس الجامعة، وعقب إلغاءه التحقت بالعمل بمديرية أمن الإسكندرية بقسم تصاريح العمل، وكرمتها الداخلية العام الماضى، فضلًا عن إرسال أسرتها لأداء فريضة الحج في بعثة وزارة الداخلية، عقب استشهاد نجلها.