إدانة برلمانية للقصف الأمريكي لسوريا

السبت، 08 أبريل 2017 11:11 م
إدانة برلمانية للقصف الأمريكي لسوريا
جانب من الدمار في سوريا
كتب - مجدي حسيب

«أصبحنا لقمة سائغة على موائد اللئام» إنه الشعب السوري الذي أصبح فجأة بين شقي رحى ما بين صراع قوى دولية وحروب طائفية تنطلق من خلفية عقائدية، يلاقي الشعب السوري مصير مظلم ما بين القتل واللجوء، والحصيلة حالة من الدمار وأطلال لدولة، ليشن الجيش الأمريكي فجر الجمعة الماضية، ضربة صاروخية قوية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري، تحت دعوى الرد على الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري على بلدة خان شيخون في ريف إدلب يوم الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي عجزت فيه الجامعة العربية عن اتخاذ أي موقف يذكر حتى ولو بالإدانة، ليبقى الصمت هو سيد الموقف.

قالت الدكتور آمنة نصير عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أننا نمر بمرحلة أسوء بكثير من  مخطط سايكوسبيكو لتقسيم المنطقة، وأعجب من قيادات العالم العربى التى تترك مستقبل سوريا والمنطقة للقوتين العظمتين تتلاعب به، لنصبح لقمة سائغة على موائد اللئام، مؤكدة أن من يحاربون سوريا لا يدركون أنها أمن قومى لهم وللمنطقة العربية وأن المملكة العربية السعودية تتحمل جز مما يحدث فى سوريا، وأستطردت قائلة" أن عدم إتفاق السعودية مع وجهة نظر العالم العربى يؤكد أنها لا تدرك الوضع وأن النظر بصورة ضيقة يؤكد أنها لا تدرك خطورة الوضع".

وأشارت نصير إلى أنها فى غاية الحزن مما يحدث فى العالم العربى، وعلى قدر ما كنت أفخر أننى أنتمي للأمة العربية، أشعر بحالة من المرارة لما نمر به والتى تجعلنى كل يوم مشغولة بهذا الآمر، وناشدت نصير الأمين العام لجامعة الدول العربية و حكام العالم العربى قائلة «أفيقوا يرحمكم الله»، واستكملت قائلة «إن سوريا وجع فى قلب العالم العربي».  

فيما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن غياب الجامعة العربية عن تبني أي موقف من الوضع في سوريا بعد الضربات العسكرية الموجهة من الولايات المتحدة الأمريكية، يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة بعد القمة العربية المنعقدة في عمان، والتى تمت بنجاح على مستوى الشكل والتي اهتمت بالقضايا العربية الملحة، وعلى رأسها الوضع السوري.

وأشار فهمي إلى أن دور الجامعة ليس في التنديد أو الشجب أو إصدار بيان يعبر عن الإدانة أو الشجب أو اتخاذ موقف أيا كان شكله، لكن للقيام بدورها الطبيعي في أزمة تتعرض لها دولة عربية، مشيرا إلى أن الأزمة السورية كاشفة للوضع العربي وحالة التجاذب العربي، الذي افتقد للتوافق على الحد الأدنى من الخلاف ويبدو أن الجامعة تخشى من حدوث صدام عربي عربي على المستوى البيني بين الدول العربية.

وأكد فهمي أن الجامعة العربية تجاه ثلاث رؤى حول الوضع السوري: الأولى أن هنالك بعض الدول العربية متورطة في الأزمة السورية، سواء كان بالتمويل أو الدعم، ورؤية أخرى تنظر من خلالها الدول من خارج المعادلة ولا تتورط أو تتدخل فى الملف السوري إلا لمحاولة التقريب بين الأطراف السورية، وهو ما تبناه الموقف المصري من خلال مؤتمرين للتقريب النظر بين الأطياف السورية، بالإضافة إلى رؤية ثالثة وهو موقف أغلب الدول العربية التي تتعامل مع مصالحها بالدرجة الأولى وتتدخل من أجل الحفاظ عليها.

وأشار فهمي إلى أن الأزمة السورية في اتجاهها للتصعيد، وأن الضربة العسكرية التي حدثت ليست مجرد ضربة استكشافية بل ستتبعها مواقف مباشرة، خاصة أنه للمرة الأولى الجمهوريون والديمقراطيون يؤيدين الرئيس الأمريكى الجديد بهذا الشكل، في الوقت الذي اكتفى فيه الروس بالشو الإعلامي من خلال وقف لجان المتابعة والاتصال مع الأمريكان والإسرائيليين.

وأضاف فهمي أن التصعيد في سوريا لن ينعكس على الكثير من الدول العربية بأي شكل حتى على مستوى العلاقات الدبلوماسية، خاصة أن مصر ليست من الأطراف الفاعلة والمباشرة فى الأزمة السورية، بالإضافة إلى أن مصر لم تتماشى مع الطرح الأمريكي في مجمله؛ لأن مصر لها رؤيتها فى الملف السوري، والأمر سيخضع فى النهاية إلى مدى السيولة السياسية في الملف السوري. 

فيمال قال النائب طارق رضوان، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن غياب جامعة الدول العربية عن المشهد في الوقت الذي تعاني فيه الدولة السورية، هو انعكاس للوضع المتأزم، بعد توجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية لها، مشيرا إلى أن الجامعة غابت عن مشهد  إبداء الإدانة وهو أقل ما يمكن تقديمه في مثل هذه الظروف.

وأشار رضوان، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، إلى أن جامعة الدول العربية لا يمكن أن تلام على موقفها من الأزمة السورية، والأولى بالإدانة هي الدول العربية، فموقف الجامعة ليس إلا انعكاس طبيعي للوضع «العربي العربي»، الذي يفتقر للتوحد، مؤكدا أن لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس ستجتمع خلال يومين لاتخاذ موقف من الأحداث السورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق