السلفية الجهادية وراء توتر الأوضاع بمخيم «عين الحلوة» اللبناني (القصة الكاملة)

السبت، 08 أبريل 2017 08:00 م
السلفية الجهادية وراء توتر الأوضاع بمخيم «عين الحلوة» اللبناني (القصة الكاملة)
مخيم عين الحلوة
كتب - محمد الشرقاوي

يشهد مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع بمدينة صيدا في جنوب لبنان توترًا حادًا إثر اشتباكات عنيفة نشبت مساء الجمعة بين القوات الأمنية المشتركة مدعومة بجهاز الأمن بحركة «فتح» بقيادة بسّام السعد ومجموعة القيادي السلفي بلال بدر، أسفرت عن سقوط قتيلان وأكثر من 15 جريح.

ميساء عبدالخالق، صحفية الشؤون الرئاسية اللبنانية لـ«صوت الأمة» تقول إن الاشتباكات متواصلة لليوم الثاني على التوالي في مخيم اللاجئين، وأنه وما زال هناك سماع لطلقات الرصاص وقذائف «أر بي جي» الصاروخية.

الاشتباكات المسلحة تشتد بين الحين والأخر مع استمرار تقديم الدعم العسكري للقوات المشاركة في العملية، تضيف «ميساء» أن الاشتباكات تركزت على محوري «الطيرة» - معقل الإرهابي بلال بدر، ومفترق سوق الخضار والطيرة بجبل الحليب، مشيرة إلى أن هناك مجموعات قتالية اتجهت إلى منزل القيادي الإرهابي.

حاولت «صوت الأمة» الاتصال باللواء منير المقدح، قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، لكن لم يتسنى له الرد، غير أنه قال في تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية الفلسطينية للإعلام: «أن الأمور في مخيم عين الحلوة تسير في مجراها العسكري ونحو الحسم ويسجل تقدم لحركة فتح على مجموعات بلال بدر، وأن القوة الأمنية ستنتشر في أرجاء المخيم لبسط الأمن فيه ولا حل غير ذلك».

 

الحالة المعيشية

تشهد المدينة الحدودية شللًا تامًا في المناحي المعيشية، بحسب صحفية الشؤون الرئاسية، وذلك لكثرة الرصاص الطائش في شوارع المدينة والذي أسفر عن عدد من الجرحى، وهو ما تسبب في إغلاق المرافق التعليمية.

 

تشير «ميساء» إلى أن سبب الاشتباكات تعود إلى منع العناصر الإرهابية التابعة لمجموعة بلال بدر، بمحاولة منع عناصر القوة الأمنية الفلسطينية، والتي بدأت انتشارها في أحياء المخيم، الجمعة، بالقرب من منطقة الصفصاف ومدخل سوق الخضر، مضيفة أن المخيم يشهد توترًا بين الحين والآخر، وأبرز تلك التوترات، ما حدث في سبتمبر من العام الماضي بعد أن أعلن الجيش اللبناني عن توقيف الفلسطيني عماد ياسين، القيادي في تنظيم داعش في حي الطوارئ بالمخيم.

 

كذلك اغتيال الناشط السلفي الفلسطيني سامر حميد المعروف باسم سامر نجمة القيادي بعصبة الأنصار العام الماضي.

 

عصبة الأنصار

جماعة تتبع الفكر السلفي المتشدد، تأسست في 1990، من قبل الشيخ هشام شريدي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا، تم تصنيفيها كجماعة إرهابية من قبل أمريكا وكندا وروسيا والإمارات، وأدرجتها الخارجية الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية المتصلة مع تنظيم القاعدة، وقررت الإدارة الأمريكية تجميد جميع أصول عصبة الأنصار في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

 

بعد مقتل مؤسسها هشام شريدي، تولى الزعامة في العصبة أحمد عبد الكريم السعدي، ويقدر عدد أعضائها عصبة الأنصار نحو 2000 عضًوا، غالبيتهم من اللبنانيين، ويتخذون من مخيم عين الحلوة قاعدة عمليات لهم.

 

وتهدف تلك المجموعات إلى إنشاء ما أسموه دولة إسلامية في لبنان والدفاع عن أهل السنة وردع التأثيرات السلبية عنهم في ظل تواجد حزب الله الشيعي.

 

يعود تاريخ الجماعة الإجرامي إلى تنفيذ عمليات إرهابية أولها وتفجير محطة زهير الراعي في صيدا في 11 أغسطس 1994، واغتيال الشيخ نزار الحلبي في بيروت في 31 أغسطس 1995، وتفجير مستوعب يملكه مصطفى عطايا لبيع المشروبات الكحولية، وتفجيرات تمثال مقبرة الإنجليز في صيدا.

 

إضافة إلى اغتيال مفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ طه الصابونجي ونائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية «الأحباش» الشيخ طه ناجي في منطقة سير الضنية في شمال لبنان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة