الحروب الأهلية تاريخ طويل في حصد ملايين الأرواح والبقاء للأقوى

السبت، 08 أبريل 2017 09:00 م
الحروب الأهلية تاريخ طويل في حصد ملايين الأرواح والبقاء للأقوى
الحروب الأهلية
كتبت هند محمود

الصراعات السياسية والتنازع على السلطة غالبا ما يقود الدول إلى حروب أهلية يدفع ثمنها الأبرياء وتتغير معها ملامح الحدود، وذلك بسبب جنون من يقذفون قنابلهم دون رحمة من أجل حكم رئاسى أو سيطرة على منطقة نزاع، وقد شهدت البشرية تدمير الحروب الأهلية على كثير من البلاد وقتل أعداد لا تحصى من الأرواح بينما يعيش الناجون بين أركان العجز والتهجير، ومن أبرز تلك الحروب:

-السودان:

استمرت الحرب الأهلية السودانية بين حكومة الشمال التى تنتمى إلى العرق العربى وبين ساكنى الجنوب غير العرب ممن يدينون بالمسيحية وديانات أفريقية أخرى، من  عام 1955 وحتى 1972، وقد أودت بأكثر من نصف مليون سودانى، ليتم الإتفاق على هدنة بين الشمال والجنوب لم تدم سوى 11عام فقط لتندلع الحرب الأهلية الثانية الأكثر تأثيرا ووحشية عام 1983 لتستمر لمدة اثنتين وعشرين عاما، قتل خلالها ما يقارب من مليونى سودانى وآلاف الجرحى وأعداد لا تحصى من المعاقين والمهجرين.

واستمرت الحرب لسنوات طويلة انتهت باستقلال دولة جنوب السودان عام 2011 وإنضمامها للأمم المتحدة.


- لبنان:

يشار إلى لبنان دائما على أنها الدولة الديمقراطية الأولى فى الوطن العربى، إلا أن تعدد الأعراق والمذاهب والديانات هو ما سيجعل الأمر أكثر تعقيدا، فبعد فترات احتقان متلاحقة قام مسلحون فلسطينيون بمحاولة اغتيال الرئيس اللبنانى بيار الجميل عام 1975، وقد باءت محاولتهم بالفشل، لتبدأ الحرب المسعورة التى استمرت 15 عاما تبدلت خلالها التحالفات وتغيرت خريطة الحرب أكثر من مرة.  

وقد دفعت البشرية ثمن هذه الحرب المجنونة، وارتكبت فى تلك الفترة مجازر وحشية، أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا، التى قتلت فيها الميليشيات اللبنانية بتغطية إسرائيلية 3500 فلسطينى فى المخيمات.


- الجزائر:

فى بداية التسعينات لم يقبل الجيش بنتائج الانتخابات وقام بانقلاب على الجبهة الإسلامية التى كانت تحكم فى هذا الوقت، وبالطبع لم يرض ذلك الإسلاميين لتشتعل وقود الحرب الأهلية، وترتكب الجرائم بدعوى الحفاظ على الدولة ونزاهة الانتخابات.

ارتكب الجيش الجزائرى مجازر كبيرة تجاه الجبهة، حيث قام بعمليات اعتقالات وتعذيب وقتل، وعلى الجهة الأخرى تورط الإسلاميون أيضا فى عمليات تفجير واستهداف كمائن للشرطة والجيش الجزائرى، وانتهت الحرب بعد أن حصدت أكثر من 40 ألفا إلى 150 ألف جزائرى.


- سوريا:

لعل أخر الحروب الأهلية التى يشهدها العالم الآن هو ما يحدث فى سوريا، حيث بدأت بثورة عام 2011 على نظام بشار الأسد من خلال قيام مجموعة من الشباب بكتابة شعارات ثورية على حائط مدرسة، ليلقى النظام القبض عليهم وتعذيبهم فيخرج المواطنين احتجاجا على ما حدث.

استخدم النظام الرصاص فى وجه المتظاهرين ومعها ازداد أعداد المحتجين فى الشوارع، وبدأ المعارضون فى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، ثم تطور الأمر إلى استخدامه لطرد قوات الأمن من مناطق تمركزهم، وانجرفت البلاد إلى حرب أهلية عندما بدأت قوات المعارضة المسلحة فى قتال القوات الحكومية الموالية للأسد، والسيطرة على المدن والقرى والمناطق الريفية.

وبدلا من الحصول على الحرية والعيش فى سلام أصبح السوريون يستيقظون على أصوات التفجيرات وتسبب هذا الصراع فى مقتل أعداد لا تحصى، وتهجير أكثر من مليونى ونصف المليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وهو أكبر نزوح للاجئين فى التاريخ الحديث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق