الضربة الأمريكية لسوريا تهدد بتفجير حرب أمريكية إيرانية.. النادي: ترامب يصر على إنهاء الصراع.. عكاشة: جريمة خان شيخون ستجر المنطقة إلى ويلات كبرى.. معارض إيراني: تهور «الملالي» يدفعه لمواجهة العملاق الأمريكي
الجمعة، 07 أبريل 2017 06:04 م
تعكس ردة الفعل ذات النبرة الهادئة، الذي اتبعتها الدول الكبرى، في مواجهة الضربات الجوية، التي شنها الجيش الأمريكي، ضد مطار الشعيرات العسكري السوري الأهم، لدى الرئيس بشار الأسد، رغبة هذه الدول في التورط بمواجهة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل حالة الاندفاع التي يعيشها، وما قد يكلفه ذلك من صراع عسكري لا نهاية له.
ورغم أن روسيا، والصين، أبدتا رفضا للهجوم الأمريكي على المطار السوري، الذي انطلقت منه الطائرات التي حملت الغاز السام لضرب خان شيخون، بأمر من بشار الأسد، فإنهما استخدمتا في سبيل ذلك نبرة غير حادة، الأمر الذي يتضح معه أنهما لا يرغبان في مواجهة ساخنة مع اليانكي الأمريكي.
وإذا كان هذا هو موقف الدولتين اللتين أعلنتا منذ البداية دعمهما لبشار، سواء عسكريا، كما تفعل موسكو، أو سياسيا، كما تحرص بكين نكاية في واشنطن، نجد الدولة الثالثة، الأكثر قربا من بشار، التي تحارب برجالها، من أجل إبقائه، وهي إيران تستعد لحشد المزيد من الرجال، حتى تضمن استمرار الصراع، دون رحيل الأسد.
موقف طهران تشابه في هدوئه دبلوماسيا، مع موقف موسكو، وبكين، بعد أن أدان ثلاثتهم، ما يصفونه بالتدخل الأمريكي، وانتهاك سيادة الدولة السورية، إلا أن هذا الموقف يختلف تمام ميدانيا، إذ تشير المعلومات الواردة من هناك، عن بدء إيران حملة مكثفة، لحشد المزيد من المقاتلين، وتصديرهم، إلى سوربا، من أجل إفشال المساعي الأمريكية لإنهاء النزاع، التي يبدو أنها ستكون متكررة في عهد ترامب.
إصرار على إنهاء الصراع
ويؤكد عميد معهد البحوث والدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، وأستاذ الدراسات الإيرانية، الدكتور أحمد النادي، أن التحرك الأمريكي لضرب مطار الشعيرات السوري، ليس موجها إلى إيران، وإنما هو محاولة لإجبار الأسد، المدعوم من روسيا لوقف الجرائم التي يرتكبها يوميا ضد شعبه.
ولفت النادي، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، إلى أن محاولة إيران إيهام العالم، بأن ترامب، يسعى للتحرش بها، عبر الهجوم على المطار السوري، يعد تمهيدا لتصرف متهور، ربما يقدم عليه الملالي، لإنقاذ حليفة الأثير، الذي يبدو أن أكبر قوة في العالم، قررت التخلص منه غير عابئة باعتراضات غيرها، مشيرا إلى أن أي تصرف إيراني للرد، سيقابل برد فعل عنيف من ترامب، الأمر الذي قد ينتهي إلى اشتعال الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف: إيران ستواصل دعمها بالرجال، والسلاح، للأسد، وأهم ما يثير المخاوف هو وقوع عدد كبير من رجالها ضحايا للهجمات الأمريكية، المرشحة للاستمرار، والتصاعد، وهو ما سيضع البلدين في مواجهة، تنجر إليها روسيا، والصين، ليتحول الشرق الأوسط إلى مسرح حربي، لا يبقى فيه حجر على حجر.
جريمة ستجر ويلات
وعلى غرار الدكتور أحمد النادي، أكد اللواء خالد عكاشة، الخبير الأمني، والاستراتيجي، أن جريمة بشار الأسد، التي أقدم خلالها على ضرب الشعب السوري بالغاز السام، ستجر المنطقة إلى ويلات، الفعل، ورد الفعل، من قبل الأطراف المتحكمة في الصراع على الأرض، وهي روسيا، والولايات المتحدة، وإيران.
وأضاف لـ«صوت الأمة»، أن بشار الأسد لم يعد له تأثير حقيقي على الأوضاع في بلاده، وإنما تحول إلى رمز تتخذ القرارات باسمه، دون أن يكون له تدخل حقيقي في مجرى الأحداث، الأمر الذي تتحمل معه روسيا، وإيران مسؤولية ما جرى في خان شيخون.
ولفت إلى أن أجهزة الاستخبارات في العالم، وعلى وجه الخصوص في أمريكا، تعلم جيدا من هو المسؤول الحقيقي عن هذه الضربة المروعة للشعب السوري، بدليل أن واشنطن عندما أرادت الرد، ضربت المطار الذي تنطلق منه الطائرات الروسية، ولم تختر أي هدف عسكري آخر، وكأن ترامب يود أن يوجه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يخبره فيها أنه على علم بأن موسكو هي التي تقف وراء الضربة الكيماوية للشعب السوري.
وتابع عكاشة: ما يمكن أن يثير المخاوف، هو أن تتجنب روسيا الاندفاع في الرد، بشكل مباشر، وتوكل هذه المهمة إلى النظام الإيراني، الذي يتسم بالرعونة، والاندفاع، والشعور بأنه إذا سقط الأسد، ستسقط إيران، وهذه كلها أمور قد تدفعهم للتهور، في مواجهة الرئيس الأمريكي، الذي يعد من نوعية النسور، وليس الحمائم.
وشدد عكاشة، على أن أي تحرك إيراني، تجاه دعم الأسد، بشكل أكثر سفورا مما هو عليه الآن، ستكون نتيجته كارثية على المنطقة بأسرها.
تهور الملالي وعصابته
وحول ما إذا كان من المحتمل بالفعل أن يقدم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، ومن ورائه رجال النظام، والحرس الثوري، وفي مقدمتهم الرئيس حسن روحاني، على خطوة كتلك التي تحدث عنها الخبراء، أوضح عضو مجلس المقاومة الإيراني، المعارض، زهير أحمد، أن النظام الحاكم في إيران، يتسم بالانفعالية، والاندفاع، غير مستبعد أن تؤدي هاتين الصفتين إلى اتخاذهم أي خطوة تشعل الأمور.
وأضاف لـ«صوت الأمة»: خامنئي وعصابته، على علم بأن بشار الأسد، هو خط الدفاع الأول عنهم في المنقطة، وأن سقوطه يهدد بقاءهم، الأمر الذين يدفعهم لمساندته إلى آخر رمق، مما ينذر بمواجهة قوية.
وكشف المعارض الإيراني، عن اجتماع سري، عقده المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، اليوم عقب صلاة الجمعة، مع الرئيس، وكبار قادة الجيش النظامي، ومليشيات الحرس الثوري، والاستخبارات، لبحث الرد على ما يعتقدون أنه هجوم على النظام الإيراني ذاته.
وأشار إلى أن نتائج الاجتماع لم تتضح بعد، ولكن نوعية القادة المدعوين له، تشير إلى أنهم.
يرتبون شيئا هجوميا، لإشعال الأوضاع على أكثر من جبهة، لتخيف الضغط على الأسد، حتى لو اضطرهم الأمر إلى إشعال حرب جديدة.
وحول قدرة إيران على الصمود في مواجهة الآلة العسكرية الأمريكية، إذا اندلعت مواجهة من أي نوع بينهما، قال زهير أحمد: رغم السعي المحموم لإيران، من أجل التسلح خلال السنوات الماضية، فإنهم لن يصمدوا بالطبع أمام الجيش الأمريكي، لكن الأزمة الحقيقية، تكمن في ما يمكن وصفه بالحرب بالوكالة.
وأضاف: لن تقبل روسيا بضرب إيران، ولن يقبل حلفاء أمريكا بالجلوس في مقاعد المتفرجين، لذا فإننا في هذه الحالة، سنكون أمام معضلة، قد تدفع إلى حرب عالمية ثالثة، تنطلق من الشرق الأوسط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◄ القدرات الإيرانية العسكرية في سطور
• 6.3 مليار دولار إنفاق سنوي على التسليح
• 34 % من إجمالي الميزانية العسكرية الحقيقية لوزارة الدفاع الإيرانية ينفق على التسلح
• 65 % من نفقات التسلح تصرف لصالح الحرس الثوري الإيراني.
• تحتل الميزانية العسكرية لإيران المركز رقم 33 على العالم
• 1.8 جندي قوام قوات الاحتياطية الإيرانية
• 1658 دبابة تمتلكها إيران
• 1474 منصة إطلاق صواريخ
• 397 قطعة بحرية
• 6 بارجات حربية و3 طرادات حربية
• 471 عدد الطائرات الحربية
• 137 طائرة مقاتلة
• 119 طائرة هجومي
• 196 طائرة نقل عسكرية
• 135 طائرة هيليكوبتر
• 12 طائرة هيليكوبتر هجومية
• 90 طائرة محلية الصنع
• F14 الأمريكية عتيقة الطراز أبرز طائرات سلاح الجو الإيراني
• 200 صاروخ مطور عن صواريخ سكود العتيقة
• 300 صاروخ لمسافة 300 كيلومتر مصادر السلاح الإيراني:
• إسرائيل
• الولايات المتحدة
• روسيا
• الصين
• باكستان
• فرنسا
• سويسرا
• أوكرانيا
• هولندا