بعد تلويحه بضرب سوريا.. هل يتنازل ترامب عن سياسة أمريكا أولا؟
الخميس، 06 أبريل 2017 07:46 م
طرحت تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم استبعادها للتدخل العسكري في سوريا ردًا على الهجوم الكيماوي الذي وقع في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، أسئلة عدة حول تحول موقف إدارة ترامب بعد تصريحاته السابقة التي أكد فيها على التزامه بسياسة «أمريكا أولًا»، في إشارة إلى اهتمامه بالداخل اقتصاديًا وسياسيًا بعد انتقاده لدور أوباما في ملفات الشرق الأوسط.
وكشف مصدر أمريكي مطلع، لموقع «سي إن إن» الأمريكي، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخبر بعض أعضاء الكونجرس أنه يدرس التحرك العسكري في سوريا انتقاما من الهجوم الكيماوي في خان شيخون بمحافظة إدلب، مضيفًا المصدر أن ترامب لم يحسم قراره بالمضي قدما في هذا الأمر ولكنه ناقش التحركات الممكنة مع وزير دفاعه جيمس ماتيس، موضحًا أنه يعتمد على رأي ماتيس.
وفتحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الطريق أمام إمكانية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، بتأكيدها أن محاربة تنظيم «داعش» لها الأولوية على إنهاء الحرب الأهلية السورية والتخلص من الأسد، في إشارة إلى تحول السياسة الأمريكية تجاه الحرب في سوريا عن عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال زيارة إلى تركيا، الخميس الماضي، إن مصير الأسد على المدى الطويل سوف يحدده الشعب السوري.
لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي تراجع عن هذا الموقف، قائلًا أمس خلال مؤتمر صحفي إن مقاربته ونظرته تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، تغيرت كثيرا بعد هجوم كيماوي يعتقد أن القوات الحكومية نفذته على بلدة خان شيخون في ريف إدلب، مضيفًا أن الهجوم الكيماوي في سوريا تجاوز خطوطا حمراء كثيرة بالنسبة لي، واصفا إياه بالهجوم المروع وغير المحتمل.
ويبدو أن هناك ضغوط واسعة مورست على ترامب، خاصة من مجلس النواب الأمريكي حيث بدأت أصوات نواب الحزب الجمهوري في الكونجرس تتعالى بالطلب من ترامب، والتحرك حيال الوضع في سوريا ومواجهة الأسد، بعد الهجوم الكيماوي.
وبحسب «سي إن إن» فإن العديد من نواب الحزب الديمقراطي تحركوا في الإطار عينه عبر المطالبة بفرض مناطق حظر جوي والمطالبة بملاحقة الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وجاءت الكثير من تلك الدعوات عبر نواب سبق لهم أن طالبوا إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، بتسليح المعارضة السورية وتوجيه ضربات جوية لسوريا، وهم يرون الآن أن الدور قد حان على ترامب لإزاحة الأسد من السلطة.
وبين هذا ذاك يبقى السؤال مطروحًا هل يستمع ترامب لهذه الأصوات المنادية بالتدخل العسكري في سوريا، أم يلتزم بتعهداته التي أوصى بها في فترة ترشحه بالاهتمام بالداخل الأمريكى، لا سيما وهو من آكثر المنتقدين للإدارة الديمقراطية السابقة التي رفضت التدخل في سوريا أكثر من مرة.