أيتام في سوق قطع غيار الـ«بني آدمين»..أحدث صيحات نخاسة الإتجار بالبشر ..عادل يتمنى الموت بعد فقدان كليته..والكحلاوي باعها ليعيش فألقوه في الشارع..ومبروك ظل ينزف 4 أعوام حتى الموت
الجمعة، 07 أبريل 2017 06:37 ص
إذا رخص البشر رخصت الحياة، وقلت قيمة كل شيئ، وحينما يجتمع اللئام على مأدبة الأيتام فقل على الدنيا السلام، ولا أحد يحمي الضعيف من الأندال، حيث قصص اليتم التى يندى لها الجبين إذا كانت يتمًا فقط، لكنها تتحول لمأساة حقيقية حينما يجتمع مع اليتم مؤامرات اللئام لتحويل الأبرياء اليتامى إلى قطع غيار بني آدمين في سوق نخاسة تجارة البشر في مجتمع غابت قيمه الحامية لهذا اليتيم.
قصص الحرم المنظمة على البراءة والإنسانية ترويها «صوت الأمة» في محاولة لوقف هذه الجرائم البشعة التي تقتل ضعفاء أوصى الله بهم فنالت منهم أياد خبيثة.
عادل يتمنى الموت لفقدان كليته بعد دخول المستشفى لعلاج ألم فخرج بدونها
يروي اليتيم، عادل إبراهيم، 17 سنه، مأساته بالدم والدموع، ولسان حاله الحسرة على ذنب لم يقترفه، بل سرقت أياد خبيثة وديعة الله وهبته لكل الناس، إلا أن عادل لا حرمة له، لا أب يحمي ولا أم تحنو، قائلا: لازلت على قوة الدارومتواجد بداخلها ومنذ حوالي عشرون يوما شعرت بآلام شديده ببطني وتركني المسؤولين بالدارأعاني من الساعة السابعة مساءا حتى الساعة الواحدة ليلا، إلى أن إشتد الألم علي واتصلنا بسيارة الإسعاف.
واستكمل اليتيم المسروق كليته إجراما: كان من المفترض أن يكون معي المشرف الجديد بالدار يدعى أحمد نجيب لكنه لم يحضر معي وحضرمعي أحد أخوتي بالداروحملتني سيارة الإسعاف إلى مستشفى المطرية العام وهي مستشفى لا تليق بها كلمة مستشفى أجريت لي العملية بعد يوم من دخولي وبعد ساعات من إجراء العملية قالوا لي " ياللا أخرجعشان محتاجين السرير، ورجعت إلى الداروأنا تعبان جدا ولم أستطع تحمل الألم حتى منتصف الليل وطلبنا الإسعاف مرة أخرى لكن المسؤولين رفضوا دخول الإسعاف وحدثت مشادة بينهم تمنيت الموت وقتها وياريتني كنت مت فأنا أتمنى الموت كل لحظة.
وذهب اليتيم، وحيدا كما جاء إلى الدنيا وحيدا، ويعيش وحيدا، إلى المستشفى المطرية مرة أخرى وعندما رأوني أدخلوني غرفة العمليات مرة ثانية ولا أعلم لماذا دخلتها وقد دخلت لغرفة العمليات عصرا ولم أخرج منها إلاعشاءا أي أنني مكثت بغرفة العمليات خمس ساعات وعندما بدأت أفيق شعرت بآلام شديدة وإذا بي أجد جرحا كبيرا في منتصف بطني ودبابيس كثيرة جدا وصدمت لما وجدته في جسدي وأهملني الأطباء بعد ذلك ولم يأت أحدا لإعطائي قرص دواء مسكن لآلامي لكنهم في هذه المرة أكرموني وتركوني بالمستشفى أربعة أيام وكنت أطلب منهم أن يعطوني عصيرا أو طعاما لأني كنت أشعر بالجوع والعطش.
الوحدة تطارد رفيقها «عادل»، الذي لم يزوره من المسؤولين بالدار والإطمئنان أحد علي سوها، لكن أحد رفقاء الوحدة واليتم، وأحد أخوة الدار كان يزور قرين اليتم «عادل»، صعبت عليا نفسي و شعرت بضئالتي ومهانتي وأنا أرى المرضى حولي بجوارهم أسرهم ولم أكن أتصورأن المسؤولين بالجمعية بهذه القسوة وقد وضع الله الرحمة في قلب أم قام إبنها بإجراء عملية بجواري فكانت تتركة بعض الوقت وتأتي لتجلس معي لتحدثني وتخفف عني لأنني حزنت على نفسي كثيرا وكنت أبكي.
يستكلمل عادل: اتصلت هيئة التمريض بصلاح عصام كي يكون معي كمشرف ومتابع لحالتي وعندما كان "يحن علي كان يأتي خمس دقائق ينظر لي ويمشي" ومن المفترض أن تصرف الجمعية مبلغ مالي لإستكمال علاجي وعلمت أن صلاح قام بصرف مبلغ مالي بالفعل لكنه وضعة في جيبة ولم ينفق علي منه جنيها واحدا، وقد تبرعت لي سيدة داخل المستشفى بمبلغ مائة جنيه لشراء عصائر لي وأدويه مسكنة فإذا بصلاح يشتري بجزء منها عصائر وأدويه ويأخذ الباقي في جيبه !!! ولو لم تتبرع هذه السيدة لي بالمائة جنيه ماكنت أجد علاجا لي نظرا لغياب المشرفين عني.
ويردف «عادل»: منذ فترة دخل متبرع إلى الدار وسأل عن المسؤولين فيها فأرشدته عن الأستاذ صفاء نائب المدير وسكرتير الدار وتركتهم وعندما نظرت من الشباك وجدت صفاء أخذ الفلوس من المتبرع ولم يعطه إيصالا بها ووضعها في الحقيبة التي كانت في يده وخرج .وهناك الكثيرين من المتبرعين فاعلون خير لا يحصلون على إيصالات بقيمة المبلغ المتبرع به.
الكحلاوي باع كليته ليعيش بها فألوقوا به في الشارع بلا كلية أو مأوي
أما اليتيم، أحمد الكحلاوي، إبن آخر من أبناء الدار لم يستطع أن يأتي إلينا لسوء حالته الصحيه فذهبنا إليه وبدأ حديثه كالتالي: تعرفت على شخص يدعى وليد عن طريق أخ لي بالجمعية، و أقنعني ببيع كليتي مقابل 50 ألف جنيه فرحت بالمبلغ وأعتقدت أن الدنيا ستضحك لي وأجد مكانا يأويني وأبدأ مشروع يسترني ويقيني شر السؤال وإضطررت لبيعها وكان من المفترض ان أكمل علاجي بعد العملية لكنهم تركوني بعد أخذ كليتي ورموني.
وأضاف الحكحلاوي: أنا الآن أعاني الآم جسيمة ولا أستطيع العمل سوى أعمال خفيفة جدا كي أطعم نفسي ، وما أتمناه أن أجد من يساعدني في فرصة عمل وشراء الأدوية لي لتحسين حالتي الصحية وأن أكد سكنا يأويني.
فرج: سرقوا كليته بعد حادث له في الطريق ولا يعرفون طريقه
ويروي أبناء الدار عن حالة أخري، قصتها موجودة بأحداثها المروعة وصاحبها غائب، بعد تغيب الجريمة له، وهي حالة فرج محمد، فهو إبن من مؤسسة دار أيتام الحريه، الذي لم يكن أحسن حالًا فقد خرج من الدار، وعلى طريق كورنيش المعادي تعرض لحادث في الطريق دخل على أثره أقرب مستشفى لمكان الحادث، وأوهموه أن حالته خطيره وخرج من غرفة العمليات بدون كليته، وعلم بذلك عندما شعر بإلآم وفقد توازنة أثناء عمله وعندما تم الكشف عليه أقرله الطبيب بأن كليته غير موجوده ولا يعرف أخوته طريقه حتى الآن.
مبروك : تركوا ببطنه دعامة منذ 4 أعوام ينزف ويأخذ الترامادول ليتحمل الآلام
أما اليتيم، مبروك ، لم يختلف حاله كثيرا فقد ذهب ليقوم بعملية إزالة حصى من الكلى بمستشفى شبرا العام فتركوا بداخل بطنه دعامه منذ 4 أعوام أدت لنزفه دما عند التبول.
مبروك ، الآن يعاني آلاما مبرحة لأنه لم يستكمل علاجه ولا يستطيع أن يقوم بمجهود كبيرويحتاج لمن يساعدة كي يستخرج هذه الدعامة ويضطر لتعاطي الترامادول ليسكن آلامه ويظل نائما ساعات طويلة هروبا من الألم والجمعية لا يعنيها أحدا.