«كردستان» بين المعوقات والمخاوف من استقلالها في سوريا والعراق
الخميس، 06 أبريل 2017 03:42 م
مخاوف هنا وهناك من تواجد دولة لكردستان في شمال سوريا والعراق، الأمر الذي انعكس مؤخرًا من خلال عدد من التقارير الإعلامية والأوراق البحثية التي نُشرت تباعًا في الآونة الأخيرة.
وأعرب مقال تم نشره عبر موقع «برافدا. رو» الروسي، عن قلقه من سعي الولايات المتحدة الأمريكية، لإنشاء دولة كردستان في شمال العراق وسوريا، مُشيرًا إلى أن هذا يهدف إلى إنشاء بؤرة جديدة من الاضطراب في الشرق الأوسط.
وأكد بحسب ترجمة موقع «روسيا اليوم»، أن واشنطن أعطت الأكراد مؤخرًا، موافقة مبدئية على حق تقرير مصيرهم من خلال دولة مستقلة، بحجة أن القوات المسلحة الكردية يُمكنها المساهمة في الحرب على التنظيم الإرهابي «داعش».
ونفى الموقع الروسي، صحة ما تحاول واشنطن الترويج له، موضحًا أن المستفيد الأول من تكوين دولة كردية سيكون إسرائيل، حيث يرى أن الأكراد سيكونون حليفًا مؤكدًا لها، معاديين للعرب، قائلًا: «إن ظهور دولة كردستان يعني بداية متميزة لعهد جديد في تاريخ إسرائيل».
وحصرت الباحثة المتخصصة بالعلاقات الدولية والشأن التركي، الدكتورة منى سليمان، في ورقة بحثية لها، المعوقات التي تواجه إعلان دولة كردية؛ وهى الخلافات الكردية – الكردية، والخلافات بين بغداد وأربيل، ورفض الدول ذات الصلة بتلك القضية، لهذا الأمر وفي مقدمتها إيران وتركيا، إضافة إلى توقعها برفض عدد من الدول العربية المؤثرة، مثل مصر والمملكة العربية السعودية، أى نوع من التقسيم للعراق، بالإضافة إلى ضبابية الموقف الدولي وعدم وضوحه بشكل مباشر، حيث روسيا وألمانيا بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة؛ فهم لم يعلنوا بشكل مباشر تأييدهم صراحة أو رفضهم لاستقلال إقليم كردستان العراق، أما بالنسبة للموقف الروسي، فأوضحت أن موسكو تتعامل بمبدأ براجماتي مع قضايا الشرق الأوسط، وخلال مفاوضات الآستانة الخاصة بالملف السوري، وافقت على إنشاء حكم فيدرالي موسع بسوريا، بشكل يعكس مؤشرات على إنشاء دولة كردية مستقلة، ما يُعد تصديقًا منها على الأمر.
وأشارت الباحثة إلى أن المناطق الكردية في سوريا وإيران وتركيا بطبيعة الحال كانت تعاني من الاضطهاد المستمر، ولكن بعد ثورات الربيع العربي، وبالأخص في سوريا، بدأ الأمر يتغير بعض الشئ، حيث استطاعت قوات كردية سورية مواجهة المليشيات المسلحة، والتي ترى أنها تتم بدعم كردي عراقي وإيراني وأمريكي، كما تتوقع «سليمان» أن التطورات الأخيرة الخاصة بالأزمة السورية تدعم حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي لمناطق الشمال السوري.
وكان المجلس المحلي لمحافظة كركوك بالعراق، رفض الاستجابة لقرار البرلمان العراقي بإنزال علم الإقليم، من فوق المؤسسات الرسمية للمحافظة والإبقاء على العلم العراقي فقط، بحسب «الميادين» اللبناني.
فيما اتفق رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي خلال استقباله وفدًا من إقليم كردستان العراق، على التمسك بالحوار والتهدئة، إلى جانب ضرورة الالتزام بالأطر الدستورية والقانونية لحل الخلافات والتركيز على مواجهة الإرهاب.