وزير الداخلية من تونس: يد الإرهاب الغاشم سترتد حتما على تلك الدول التي دعمت وجوده (نص كامل)

الأربعاء، 05 أبريل 2017 06:22 م
وزير الداخلية من تونس: يد الإرهاب الغاشم سترتد حتما على تلك الدول التي دعمت وجوده (نص كامل)
اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية
دينا الحسيني

حذر اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، من انتشار الفكر المتطرف وتمدد التنظيمات الإرهابية بعدد من الدول، وذلك خلال المشاركة فى أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي ستعقد على مدى يومين تحت رعاية الرئيس التونسي محمد الباجي قايد السبسي.

وأكد اللواء عبد الغفار، على ضرورة تضافر الجهود الأمنية العربية، وتوسيع دائرة تبادل المعلومات ذات الصلة بالكيانات الإرهابية وتحركات عناصرها؛ لمواجهة التداعيات السلبية التي أفرزتها الصراعات الإقليمية في المنطقة.

وجاء نص كلمة وزير الداخلية كالتالي:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

-    معالىَ السَّيدِ/ الْهَادِى المَجدُوبِ، وَزِيرَ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التُّونسيةِ

-        صَاحَبَ السُّمُوِ المَلَكِىِ/ الأَميرَ مُحَمَّدٍ بِنْ نَايف بِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ .. وَلىَ الْعهدِ، نَائبَ رَئيسِ مَجْلسِ الوُزرَاءِ وَزِيرَ دَاخِلِيةِ المَمْلكَةِ العرَبِيةِ السُّعُودِيةِ، الرَّئيسَ الفَخرىَ لمَجْلسِ وزرَاءِ الداخِليةِ العرَبِ.

-        مَعالىَ الفريقِ الرُّكنِ الشَّيخِ / رَاشد بِنْ عَبد اللهِ آل خَليفة وزيرَ داخليةِ مَملكةِ البحرين "رئيسَ الدورةِ الثالثةِ والثلاثينَ لمجلسِ وزراءِ الداخليةِ العَربِ"

أصحابَ السُّموِ والمعالىَ الوزراءَ

-        معالىَ السَّيدِ / أحمد أبو الغيط ، أمينَ عامِ جامعة الدول العربية ِ

-        معالىَ الدكتورِ / محمَّد بِنْ على كُومان، أمينَ عامِ مجلسِ وزراءِ الداخليةِ العَربِ

 

إنَّهُ لمِنْ دَواعىَ سُرورى وَسعَادتِى أَنْ أكونَ مَعكُمْ اليومَ فى اجتماعِ مجْلِسِكُمْ المُوقرِ فِى دورتهِ الرابعةِ والثلاثينَ .

         

وَيُشرِفُنى أَنْ أَنقْلَ لَكُمْ تَحياتِ فخامةِ الرئيسِ عَبد الفَتَاحِ السيسىِ رئيسِ جُمهوريةِ مِصْرَ العَربيةِ وَتطلُعاتِه الصَّادقةَ تِجاه نَجاحِ أعمالِ هَذهِ الدورةِ.      

كَمَا يَطيبُ لى أَنْ أتوجهَ بوافرِ الشُّكرِ وَعظيمِ الامتنانِ والتقديرِ لفخامةِ الرَّئيسِ البَاجى قَايد السبسى وَحُكومَتِه الرَّشيدةِ وَشعبِ تُونس الشَّقيقِ عَلى رعايةِ هَذا الاجتماعِ ومَا حَظَينا بهِ مِنْ حُسنِ استقبالٍ ، وَكَرَمِ ضيافةٍ ، وَكريمِ رعايةٍ.     

أَصحابَ السُّمو وَالمعالىَ

نَجتمعُ اليومَ وَتَحْدُونَا الآمالُ وَالتطلعاتُ بأنْ تَهدأَ التحدياتُ وَتَتَضاءلَ المُؤامراتُ التى تُحَاكُ لأوطَانِنِا ، وَتتراجعَ الأطماعُ والنَّوايا السَّيئةُ  والمُخططاتُ الهَدَّامةُ التى تُدَبْرُ فِى الخَفاءِ وَالْعَلنِ.

وَهُوَ مَا يَفْرِضُ عَلينا التَّحركَ بِكلِ الجهدِ مُتمسِكينَ بعزيمَتِنَا القَويةِ وَإيمَانِنا الرَّاسخِ بنبلِ رِسالتنِا وَعدالةِ قَضيتنِا، مُسْتهدفينَ سلامةَ تُراثِنا الوَطنىِ وَأمنَ شُعُوبِنا.

إنَّ تِلكَ الْمُؤامراتِ وَالمَواقفِ المُتباينةِ والمَعاييرِ المُزدوجةِ قَدْ فَرضتْ عَلى أُمتِنا هَذَا الطَريقَ الْمَشوبَ بِالأَخْطَارِ، وَهَددتْ مُجتمعاتِنَا العَربيةَ وَبِنيتِهَا الأَساسِيةَ وتركِيبتِهَا السُّكَانيةَ، وَاستَهْدفَتْ مُؤسساتِنا الأمنيةَ وَالسياسيةَ وَالاقتصاديةَ.. بَلْ وَأكثرُ مِنْ ذَلكَ فَقَدْ سَعتْ لإثارةِ النَّزاعاتِ الطَائفيةِ وَالمذهبيةِ التى تَأتىَ عَلى الأَخضرِ وَاليابسِ .

لَقَدْ خَلَقتْ تِلكَ المواقفِ بيئةً خِصبةً حَاضنةً وَراعيةً للإرهابِ، وَأَوْجَدتْ مَلاذاً آمناً لتنظِيماتِهِ وَعَناصرهِ، وَأَغْدَقتْ عَليه بِالمالِ، وَوَفرتْ لَه أَحْدثَ الإِمكَاناتِ وَالسِّلاحِ.

إِنَّ مَوجةَ الإرهابِ غَيرَ المسبوقةِ التى تَشْهدها المنطقةُ.. تُمثلُ وَاقعاً لا يُمكنُ أَنْ يَغيبَ عَنه بحالٍ حَجْمُ المُؤامرةِ التى نُسِجتْ شِراكُها .. وَالهجمةِ الشَّرسةِ التى تَتَعرضُ لَها أُمَتُنَا.. إقلِيمياً ودُولياً.. حَتى أُحيطتْ بمحنةٍ لَمْ يَشْهَدها العَالمُ مُنذُ زمنٍ بعيدٍ .

إلاَّ أنَّ إعادةَ قراءةِ التَاريخِ لتُرسِّخُ لَدينا يقيناً أَنَّ يَدَ الإرهابِ الغَاشمِ سَترتدُ حَتماً عَلى تِلكَ الدُّولِ التى غَذَّتْ انطلاقَهُ، وَدَعَمَتْ وجُودَهُ .

إنَّ استخدَامَ الإرهابِ بمُختَلفِ كَياناتِهِ وَمُسَمَّياتِهِ لأسبابٍ ذاتَ أبعَادٍ مُتباينةٍ وَتسخيرَها لِغَزوِ عُقولِ الشَّبابِ تَحْتَ مِظلةِ الدفاعِ عَنْ الدينِ، يَجْعَلُ مِنْ تجفيفِ مَنابعِ الإرهَابِ واقتِلاعِ جُذورهِ مسئوليةً مُشتركةً تَقْتَضى رؤيةً عربيةً بَلْ ودُوليةً شاملةً تَتسعُ فيها دَوائرُ المُواجهةِ وَيتضافرُ فِيها الجهدُ الأَمنىُّ المُباشرُ مَعَ جهودِ مُكافحةِ الفقرِ وَالجهلِ، وإحداثِ تنميةٍ حقيقيةٍ، وَتجديدِ الخِطابِ الدّينى لِنشرِ مفاهيمَ الوَسطيةِ وَالاعتِدالِ.

أصحابَ السُّمو وَالمعالىَ

الْحُضورُ الكَريمُ

إِنَّ الواقعَ الاستثَنائىَ للإرهابِ بِصورتِه الحَاليةِ وَسيطرَتَه عَلى مِساحاتٍ واسعةٍ مِنْ الأرضِ مَآلهُ حَتماً إلى زوالٍ قَريبٍ .. وَلَعلَّ تسارعَ وَتيرةِ الأحْداثِ وَتلاحُقَها بِمناطِقَ الصِّراعِ المُخْتَلِفةِ، وَسلسلةَ الهزائمِ التى تَعرضتْ لها تنِظيماتُهُ تُلْقى بِظلالٍ تِجاه إمكانيةِ حُدوثِ مَوجَاتِ تدفُقٍ عنيفةٍ للإرهابِ تُصيبُ بَقيةَ الدُّولِ فِى غيرِ مَناطقَ الصِّراعِ وَالتوترِ حَالَ عَودةِ المُقَاتلينَ بِصفوفِ تلكَ التنظيمَاتِ لأوطَانِهمْ .

إنَّ تحْقيقَ نَصرٍ حَاسمٍ عَلى الإرهابِ وَتنظيماتِهِ ليقتَضى ضَرورةَ اعتمادِ إستراتيجيةٍ دُوليةٍ شاملةٍ تَتَوحدُ فِيها الجهودُ لمُحَاربتِه عَلى كافةِ جَبهاتِه وَمَواطِنهِ دونَ استثناءٍ وَتقطعُ مَنابعَ تمويلِهِ وَدعمِهِ دونَ تَرددٍ.. فِى إطارٍ تَكامُلىٍ شَاملٍ يَتمُ مِنْ خِلالهِ التعاونُ مَعَ كَافةِ المُنظَماتِ الإقليميةِ وَالدُّوليةِ المعْنيةِ بِالشأنِ الأمْنِى .

وَيقتَضى الأمرُ منَّا تَبنى خِطابٍ أمني دُولي موحدٍ يضعُ مَصالحَنا القَوميةَ وَمُقدراتِ شُعوبِنا عَلى رأسِ أوْلوياتِهِ بِمَا يَكفلُ ضَمانَ تَحقيقِ مَصَالحِنا المُشْتركةِ عَلى السَّاحةِ الدُّوليةِ.

أصحابَ السُّمو والمعالىَ

لَقَدْ ارتكزتْ خُطَّةُ وزارةِ الدَّاخليةِ المصريةِ فِى مُكافحةِ الإرهابِ عَلى عدةِ محَاورَ أبرزُها :

  تفعيلُ جُهودِ كَافةِ أجهزةِ الوَزَارةِ وفْقَ نسقٍ مُتكاملِ الأَدوارِ ، موحدِ الأَهدافِ لمُكافحةِ الإرهابِ وَتجفيفِ مَنَابِعِه وَروافِدَ دعمِهِ عَلى كَافةِ المُستوياتِ ، وَالاعتمادِ عَلى مَبدأِ الْحَسمِ الأَمْنِى، وَالإِجهاضِ المُبكِرِ لِحركةِ التَّنظيماتِ الإرهابيةِ، وَإحباطِ مُخططاتِها العَدائيةِ  فِى إطارِ القَانونِ ، وَدونَ أية إجراءاتٍ استثنائيةٍ

 إِحكامُ السَّيطرةِ الأمنيةِ عَلى الَموانئِ الجَويةِ وَالبحريةِ وَالمنافذِ البَريةِ 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق