خان شيخون ليست الأولى.. هل يحسم سلاح غاز السارين معركة الأسد في سوريا؟

الأربعاء، 05 أبريل 2017 02:25 م
خان شيخون ليست الأولى.. هل يحسم سلاح غاز السارين معركة الأسد في سوريا؟
الوضع فى سوريا
كتبت- أميرة عبد السلام

قرية خان شيخون، حولتها الحرب في يوم وليلة إلى قرية منكوبة، محور حديث العالم وذلك بعد أن تعرضت لقصف جوي بغاز السارين السام. 
 
تلك القرية الصغيرة على مناطق ريف إدلب، مات فيها أمس جراء هذه الجريمة البشعة قرابة 100 شخص وإصابة 400 آخرين، لازالت دمائهم معلقة لا تعرف من المسئول عن هذا القصف الذي نفى مسئوليته عنه النظام السوري، وعلى رأسه بشار الأسد، ولكن جاء التصريح الرسمي الروسي بمسئولية نظام الأسد عن القصف ليقلب المعادلة من جديد ويطرح العديد من علامات الإستفهام، والتي أهمها، هل يحسم سلاح غاز السارين معركة الأسد في سوريا؟
 
وحتى يستطيع المجتمع الدولي أن يكشف، من هو المسئول عن الجريمة التي أدوت بحياة العشرات وإصابة المئات، مستخدما غاز السارين، تجيب «صوت الأمة» عن الأسئلة التي تدور في ذهن الجميع عن غاز السارين؟
 
يصنف السارين كغاز كيميائي للأعصاب البشرية، ويعد أقوى 20 مرة من غاز السيانيد السام، ويتحول السارين إلى مادة سائلة في درجة حرارة الغرفة، وفي هذه الحالة يتلوث الطعام والماء الذي يشربه الإنسان، ونظرًا لأنها مادة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها فلا يتمكن الإنسان من الانتباه لها.
 
ويؤدي استنشاقه إلى إصابة الإنسان بالاختناق ومن ثم الوفاة، ونظرًا لسرعة تبخره في الهواء فهو قادر على الانتشار عبر مساحات واسعة من البيئة.
ومن أعراض الإصابة بالغاز، الإحساس بألم في العيون والأنف وضعف في الرؤية وصداع وقيء وضيق في التنفس وتعرق وإسهال وهي الأعراض التي ظهرت بالفعل على ضحايا قرية خان شيخون.
 
تعامل الأطباء في قرية خان شيخون مع الحالات المصابة بسرعة في حال استنشاق الغاز بسرعة الإبتعاد أو عدم التواجد بمنطقة يعتقد وجود الغاز بها، كما يجب الإبتعاد سريعًا عن محيط المكان والتوجه إلى أقرب منطقة عالية، إذ إن السارين أثقل من الهواء، ولذا فإنه يتركز بالمناطق المنخفضة، ولا بدَّ من إزالة الملابس سريعًا والتخلص منها، إذ إن الغاز يظل عالقًا بها وهذا يفسر الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية للأطفال السورين بعد نزع ملابسهم للتخلص من بقايا الغاز مع ضرورة غسل الجسم بالماء والصابون جيدًا لإزالة آثار الغاز أو السائل في حال لمسه.
 
وعن التاريخ العلمي لغاز السارين، فإن بداية استخدامه كانت في ألمانيا عام 1938 حيث طور كمبيد للحشرات، ويعتمد حجم الضرر الذي يصيب الإنسان على مدة التعرض للمادة الكيميائية، وتظهر أعراض الإصابة بالغاز بعد ثوان من استنشاقه، أو دقائق في حالة السائل إن لامس السائل الجلد أو اختلط بماء الشرب.
وبدأ استخدام الغاز من استخدام أمن كمبيد حشري إلى دخوله حروب الغازات الكميائية، مع الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي، تحديدا في عام 1988 وكان هذا التاريخ هو تاريخ المرة الأولى التي يستخدم فيها الغاز ضد البشر، إذ شن نظام صدام حسين هجوما بغاز السارين على منطقة حلبجة العراقية الواقعة على الحدود مع إيران والتي تسكنها غالبية كردية وخلف ما يقارب الـ5000 قتيلا، وآلاف المصابين.
 
وفي عام 1995، تحديدًا في 20 مارس، تعرضت محطة المترو بالعاصمة اليابانية طوكيو لهجوم بغاز السارين، كانت وراءه جماعة «أوم شينريكيو» الدينية، وأدى الهجوم إلى مقتل 13 شخصًا وإصابة 6 آلاف آخرين، ما زالوا يعانون من آثار الغاز بعد أكثر من 20 عامًا على الحادث.
 
ولا يعد الهجوم الذي تعرض له المدنيون بقرية خان شيخون بريف إدلب الأول من نوعه الذي يتعرض له السوريون بل هو فصل من فصول الحروب الكميائية المحرمة دوليا ففي أغسطس عام 2013 شن النظام السوري هجومًا بصواريخ تحمل غاز السارين على مناطق تسيطر عليها المعارضة بالغوطة شرق دمشق، وأدت الحادثة إلى وقوع مئات القتلى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق