في ذكرى بناء الأزهر.. تعرف على جوهر الصقلي قائد الجيش الفاطمي

«لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر ولتدخل إلى مصر بالأردية من غير حرب، ولتنزل في خرابات ابن طولون وتبني مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا»، في ذكري بناء جامع الأزهر اليوم الثلاثء، ودع مؤسس الدولة الفاطمية «المعز لدين الله الفاطمي»، قائد جيوشه جوهر الصقلي الذي كان يعتزم الانطلاق لغزو مصر.       

كان الفاطميون قد حاولوا فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتى تولي الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة المعز لدين الله الفاطمي سنة 341 هجريهًا، وبدأ في تجهيز جيش ضخم ليفتح به مصر وصل عدده إلي 100 ألف جندي، وولى علي قيادته جوهر الصقلي.                             

وخرجت حملة «الصقلي» في 14 ربيع ثاني سنة 358 هج / فبراير 969 م من مدينة القيروان بقيادة جوهر الصقلي ودخل الإسكندرية فسلمها أهلها بدون قتال، وأدرك أهل الفسطاط أنه لا قبل لهم بصد جيوش الفاطميين فأرسل الوزير جعفر بن الفرات رسولًا من العلويين إلى جوهر الصقلي يطلب منه الأمان، ووافق جوهر وكتب عهداً بنشر العدل وبث الطمأنينة وترك الحرية للمصريين في إقامة شعائرهم الدينية.                                                      

وفي17 شعبان دخل جوهر مصر- الفسطاط - وخرج الوزير جعفر بن الفرات وسائرالأشراف والعلماء في استقباله ورحبوا به، وعسكر جوهر في الموضع الذي بنا فيه مدينة القاهرة.                                                                                               

وهكذا زال سلطان الخلافة العباسية والحكم الإخشيدي في مصر بدون قتال ولا ضربة سيف واحدة وأصبحت مصر ولاية فاطمية في دولة تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً إلى البحر الأحمر شرقًا واستمرت كذلك لمدة 200 عام.    

وفي 4 أبريل عام 970- وضع الخليفة المعز لدين اللَّه الفاطمي، حجر أساس الجامع الأزهر، واستكمل بناء المسجد في شهر رمضان سنة 972م، وهو أول جامع بُني في مدينة القاهرة، ليتحول لأقدم أثر فاطمي قائم في مصر وبني «الأزهر»، قبل أكثر من ألف سنة، على يد جوهر الصقلي بعد ما أسس مدينة القاهرة، وكانت أول صلاة فيه هي صلاة الجمعة 22 يونيو سنة 972م.

ظل جوهر الصقلي يدعو لمذهبه الشيعي حتى توفي في عام 992م، وقضي علي الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي.